الأربعاء 11 ديسمبر 2024
spot_img

كان رئيسا لجهاز أمن الدولة.. فمن هو أمير الكويت الجديد مشعل الصباح؟

تولى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح السلطة، خلفا لأخيه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والذي توفي يوم السبت 16 ديسمبر 2023 عن عمر 86 عاما، وهو ما أثار العديد من التساؤلات التي تدور حول من هو الأمير الجديد لدولة الكويت.

يمتلك الشيخ مشعل الأحمد، البالغ من العمر 83 عامًا، خبرة طويلة في بناء أجهزة الأمن والدفاع في الكويت، وكان وليًا للعهد لثلاث سنوات قبل توليه المنصب الأميري، وتم تسليط الضوء عليه بشكل أكبر عندما تولى مهام أخيه الأمير نواف الأحمد بسبب مرضه في نوفمبر 2021، وبتوليه مقاليد الإمارة أصبح الشيخ مشعل ثالث أمير للكويت خلال فترة قليلة تجاوزت قليلاً الثلاث سنوات.

أمير الكويت الجديد.. مولده ونشأته

الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وُلد في 27 سبتمبر عام 1940، وهو الابن السابع ضمن 12 أخ، نشأ “مشعل” في جو العائلة الحاكمة، حيث يعتبر الابن السابع للشيخ “أحمد الجابر الصباح” والذي حكم الكويت منذ عام 1921 وحتى وفاته في عام 1950، وكان الأمير العاشر في سلسلة حكام الكويت.

يشغل الشيخ مشعل موقعًا مهمًا كأخ لثلاثة حكام آخرين، هم: الشيخ جابر الأحمد الصباح، والشيخ صباح الأحمد الصباح، والشيخ نواف الأحمد الصباح.

تلقى تعليمه في مدرسة المباركية النظامية في الكويت، ومن ثم انتقل إلى بريطانيا حيث تابع دراسته في كلية هندن للشرطة هناك وتخرج منها في عام 1960.

مشعل الصباح.. بداية حياته العملية

عقب تخرجه انضم إلى وزارة الداخلية، وانخرط في الحياة السياسية عبر الخدمة في القطاع الأمني والعسكري، والذي قضى فيه أكثر من 56 عامًا منذ تخرجه، وشغل مجموعة من المناصب حتى تقلد منصب رئيس المباحث العامة لمدة 13 عامًا من عام 1967 إلى 1980، وتحول هذا الجهاز الأمني في حقبته إلى “أمن الدولة”، وحقق في هذا المنصب رتبة عقيد في الفترة من عام 1967 حتى عام 1980.

استمر الشيخ مشعل في تقديم خدماته في وزارة الداخلية حتى عينه الشيخ جابر نائبًا لرئيس الحرس الوطني برتبة وزير في 13 أبريل 2004، وهو جهاز عسكري مستقل يهدف إلى دعم القوات المسلحة وهيئات الأمن العام والمساهمة في مهام الدفاع الوطني، وتحت قيادته شهد الحرس الوطني تحسنًا كبيرًا وتطويرًا في قدراته، وأُقرت ثلاث خطط استراتيجية خمسية، هي: “الأمن أساس التنمية” (2010-2015) ، و”الأمن أولاً” (2015-2020)، و”حماية وسند” (2020-2025).

حياته الشخصية

تزوج الشيخ مشعل من سيدتين هما الشيخة نورية صباح السالم الصباح ومنيرة بداح المطيري، ولديه منهما خمسة أبناء ذكور وسبعة أبناء إناث.

شغل الشيخ مشعل العديد من المناصب الفخرية، حيث كان رئيسًا فخريًا لجمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية في الفترة من 1973 إلى 2017، كما عينه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رئيسًا لديوانية شعراء النبط في عام 1977، وهو أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي وشغل منصب الرئيس الفخري لها في عام 1979.

نائبا لأمير الكويت

لم يتول “مشعل” أي حقيبة وزارية قبل تعيينه وليًا للعهد، وخلال فترة غياب الأمير الراحل شيخ نواف الأحمد، أدار الشيخ مشعل العلاقات بين الحكومة ومجلس الأمة وتولى مسؤوليات إدارة الدولة، وقاد عمليات حل المجلس دستوريًا مرتين، مع إجراء انتخابات برلمانية في فترتين مختلفتين.

أصدر أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 16 نوفمبر 2021، مرسومًا ينص على اللجوء إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لممارسة بعض الاختصاصات الدستورية المنوطة به، بصفة مؤقتة، وتم الاستناداً إلى المادة 7 من الدستور، التي تنص على أن ينوب ولي العهد عن الأمير في ممارسة صلاحياته الدستورية في حالة تغيبه خارج الدولة، وفقًا للشروط والأوضاع المبينة في المواد 61 و62 و63 و64 من الدستور، وللأمير أن يستعين بولي العهد في أي أمر من الأمور الداخلة في صلاحيات رئيس الدولة الدستورية.

أول خطاب

في أول خطاب له بعد أداء القسم كولي للعهد، أكد مشعل الأحمد عزمه على الاستمرار في المسار الذي اتبعه شقيقه الشيخ صباح الأحمد، الذي ترك خلفه إرثًا حافلاً، ملتزمًا بالنهج الديمقراطي وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية.

في كلمته أمام البرلمان بعد أداء القسم، قال: نحن على يقين بأن الكويت، بقيادة الأمير الشيخ نواف الأحمد، ستواصل مسيرتها الرائدة كدولة دستورية، وستحافظ على النهج الديمقراطي وتعزز مشاركة الشعب، وستظل ملتزمة بالمصداقية في الأفعال قبل الأقوال”. وأضاف أنه يدعو إلى الخير والسلام، ويعتبر نفسه منبرًا للخير والعمل الإنساني.

وتعهد بأن يكون مواطنًا مخلصًا يعمل من أجل ازدهار وطنه، يحافظ على وحدته الوطنية، ويسعى إلى رفعة وتقدم بلاده، ويتمسك بالدين الحنيف والقيم الوطنية الراسخة، مع التركيز على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين”. وأكد على أهمية المشاركة الشعبية كركيزة أساسية لنشر روح المحبة والتسامح، ونبذ التفرقة.

سياسته الخارجية والداخلية

مع تولي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح قيادة الدولة، من المتوقع أنه يظل ملتزمًا بالسياسات الخارجية الكويتية الرئيسية، ومن بينها دعم وحدة دول الخليج العربية وتعزيز العلاقات مع الدول الربية والغربية.

ومن الممكن أن يسعى إلى توسيع العلاقات مع الصين، خاصة بعد دعم بكين لاتفاق تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية في مارس، وفي زيارته للصين في سبتمبر الماضي وقع مشعل عدة اتفاقيات اقتصادية خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الأولمبية.

يواجه الشيخ مشعل العديد من التحديات التي تنشأ من الانقسامات الطويلة بين الحكومة والبرلمان، خاصة مع العديد من الأزمات السياسية التي شهدتها الكويت على مر السنوات الأخيرة بين البرلمان والحكومة، ومع توليه رئاسة الحكومة، سيكون علىه التعامل مع التوترات الطويلة الأمد بين الأسرة الحاكمة والمعارضة في البرلمان، حيث يحمل مجلس الأمة في الكويت نفوذًا أكبر من مجالس البرلمان في الدول الخليجية الأخرى، وتسببت الأزمات السياسية الطويلة في تعديلات وزارية وحل البرلمان عدة مرات. ففي فترة حكم الشيخ نواف، شهدت البلاد اضطرابات سياسية، حيث تم تشكيل ثماني حكومات خلال العامين الأولين من حكمه.

ويُشير دبلوماسيون إلى أن الشيخ مشعل يتمتع بأسلوب عمل منهجي، حيث يولي اهتمامًا للتفاصيل، ويعتبره البعض أكثر تركيزًا على التفاصيل حتى الصغيرة، نظرا لخبرته وعمله الطويل في المجال الأمني والعسكري.

شبكة دال

اقرأ أيضا

اخترنا لك