الأربعاء 3 سبتمبر 2025
spot_img

قمة شنغهاي: شي ينتقد الترهيب ويدعو للعدالة بالعالم

spot_img

في افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين الصينية، دعا الرئيس شي جينبينغ إلى رفض عقلية الحرب الباردة وسياسات الترهيب في العلاقات الدولية، وذلك بحضور قادة من منطقة أوراسيا.

نظام عالمي عادل

شدد الرئيس الصيني على ضرورة إرساء نظام عالمي قائم على العدالة، مؤكداً على أهمية استخلاص الدروس من الحرب العالمية الثانية ومعارضة أي توجهات نحو سياسات الكتل والترهيب التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة.

وانطلقت فعاليات القمة في تيانجين، قبيل أيام من استعراض عسكري كبير في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

قوة موازنة عالمية

تضم منظمة شنغهاي للتعاون عشر دول أعضاء، تشمل الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، بالإضافة إلى ست عشرة دولة بصفة مراقب أو شريك. وتمثل المنظمة قرابة نصف سكان العالم و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتُطرح كقوة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتضم دولها احتياطيات كبيرة من مصادر الطاقة.

أكد الرئيس شي أن “الوضع الدولي الحالي يزداد تعقيداً وفوضوية، وأن المهام الأمنية والتنموية التي تواجه الدول الأعضاء تزداد صعوبة”. وأضاف: “في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات وتحولات، يجب علينا المضي قدماً في تطوير المنظمة وتحسين أدائها”.

لقاءات ثنائية مكثفة

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تيانجين بعيداً عن وسائل الإعلام، على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير، بحسب مصادر إعلامية روسية وصينية.

عقد الرئيس شي سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع عدد من القادة، من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، المقرب من بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يقوم بأول زيارة له إلى الصين منذ عام 2018.

أكد مودي للرئيس الصيني التزام الهند بتعزيز العلاقات الثنائية على أساس الثقة المتبادلة والاحترام.

تنافس ونفوذ آسيوي

تتنافس الصين والهند، وهما الدولتان الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، على النفوذ في منطقة جنوب آسيا، وقد شهدت الدولتان اشتباكات حدودية دامية في عام 2020.

شهدت العلاقات بين البلدين تحسناً ملحوظاً في تشرين الأول الماضي، عندما التقى مودي بالرئيس شي للمرة الأولى منذ خمس سنوات، على هامش قمة في روسيا.

إجراءات أمنية مشددة

تخضع القمة لإجراءات أمنية وعسكرية مشددة، مع انتشار المركبات المدرعة في الشوارع وتعطيل حركة المرور في أجزاء كبيرة من مدينة تيانجين، بالإضافة إلى رفع لافتات باللغتين الصينية والروسية، تشيد بـ “روح تيانجين” و”الثقة المتبادلة” بين موسكو وبكين.

تعتبر هذه القمة الأكثر أهمية لمنظمة شنغهاي للتعاون منذ تأسيسها في عام 2001، حيث تنعقد في ظل أزمات متعددة تطال أعضائها بشكل مباشر، بدءاً من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند، وصولاً إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، والملف النووي الإيراني.

مباحثات وجدول أعمال مزدحم

من المقرر أن يعقد الرئيس بوتين محادثات مع نظيره الصيني في بكين، بعد مناقشة الصراع في أوكرانيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والملف النووي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان. كما سيلتقي الرئيس الروسي برئيس الوزراء الهندي في اليوم نفسه.

وجهت الدعوة لعدد من القادة، بمن فيهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور استعراض عسكري ضخم في بكين، احتفالاً بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.

سيقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلاده للقاء الرئيس شي في الصين المجاورة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك