أكدت الخبيرة الاقتصادية وفاء علي، في تصريحات إعلامية، على أهمية تنظيم مصر لقمة دول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي. وأوضحت أن هذه القمة تمثل منصة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتحقيق التنمية المستدامة، في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية.
دور القمة في تعزيز التنمية المستدامة
وأشارت إلى أن الوضع الراهن يشير إلى عودة قوية لمنظمة دول الثمانية، مما يعكس الزخم الإيجابي في مواقفها على الساحة الدولية. وأكدت على ضرورة تقديم نموذج تنموي مستدام يعتمد على توحيد الجهود بدلاً من الانقسام، مما يعزز اقتصاديات الدول الناشئة.
وأضافت وفاء أن مصر تهدف إلى تحقيق اقتصاد تنافسي مستدام من خلال تنويع استراتيجياتها الاقتصادية وتعزيز الاستثمار الجماعي. وذكرت أن مصر تسعى إلى الوصول إلى مستقبل أفضل عبر تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم والبحوث.
زيادة التعاون الاقتصادي وتيسير التبادل التجاري
وأشارت إلى أهمية تخفيض الحواجز الجمركية والتوسع في التحول الطاقي، بالإضافة إلى إنشاء صندوق لدعم مشروعات التعاون بين الدول الأعضاء. هذه الخطوات تهدف إلى تحسين العلاقات الدولية وتعزيز حجم التبادل التجاري بين الدول.
وأكدت وفاء أن المنظمة تملك ناتج محلي يُقدر بـ5 تريليون دولار، مع كتلة سكانية تمثل نحو 14% من سكان العالم، مما يجعلها سوقاً عالمياً واعداً يجمع بين السياسات الاستثمارية والصناعية والزراعية.
فرص جديدة للشراكات الاقتصادية
وعلى صعيد متصل، أفاد الخبير الاقتصادي أحمد سعيد أن تنظيم القمة يعد خطوة استراتيجية لمصر، نظراً لتشابه التحديات والاحتياجات بين الدول المشاركة. وأوضح أن التعاون في مجال التكنولوجيا سيكون له أثر إيجابي في تطوير الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية.
وأشار سعيد إلى أهمية إنشاء جامعة واحدة لتكنولوجيا المعلومات تضم الدول الثماني، مما سيسهم في تعزيز نقل التكنولوجيا وتبادل رؤوس الأموال بين هذه الدول. وأكد أن هذا التعاون يتطلب إنشاء مؤسسات جديدة لتحقيق الأهداف المشتركة.
موعد القمة وأهميتها التاريخية
ستعقد مصر قمة دول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي D-8 في 19 ديسمبر الجاري، وهي القمة التي تأتي بعد غياب دام 24 عاماً، مما يبرز المكانة المهمة لمصر في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.