تسعى الأحزاب السياسية في ألمانيا جاهدة لمواجهة الزيادة المقلقة في شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، وذلك قبل أسابيع من الانتخابات العامة. وتظهر استطلاعات الرأي أن الحزب المعارض للهجرة، والذي يحظى بدعم إيلون ماسك عبر منصة “إكس”، قد حقق تقدماً ملحوظاً، مما يستوجب استنفار الأحزاب التقليدية.
تقدم ملحوظ
وفقاً لمعهد “يوغوف”، شهد حزب “البديل من أجل ألمانيا” ارتفاعا بـ 4 نقاط خلال أسبوع واحد، ليصل إلى نسبة تأييد قدرها 23%. وهذا الاقتراب يعكس المناخ الانتخابي الحالي، خاصةً في ظل تراجع حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي حصل على 29%. بينما شهد الحزب الاشتراكي الحاكم، الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتس، تراجعاً بواقع 4 نقاط، ليبلغ تأييده 15%، أما شريكهم في الائتلاف، حزب الخضر، فقد خسر نقطتين ليتثبت عند 13%.
تركيز على الهجرة
يعزى هذا الانتعاش في شعبية “البديل من أجل ألمانيا” إلى تصاعد اهتمام ناخبيهم بقضية الهجرة، خاصةً بعد حدوث جريمة مروعة في أشافنبورغ، حيث قُتل طفل أفغاني يبلغ من العمر عامين على يد لاجئ. وقد أشارت استطلاعات سابقة إلى أن 36% من المستطلعين اعتبروا قضية الهجرة الأهم بالنسبة لهم، ارتفاعاً من 23% في الأسبوع الذي قبله.
الدعم الذي يحظى به الحزب المتطرف من شخصيات بارزة مثل ماسك يساهم بشكل كبير في زيادة شعبيته، رغم الانتقادات التي تواجهه. وفي تجمع انتخابي لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، أكد ماسك أن الوقت قد حان لتجاوز الماضي، مشيراً إلى مسؤولية ألمانيا عن الهولوكوست. وجاءت تصريحاته في توقيت حساس حيث احتفل العالم بذكرى تحرير أوشفيتز.
ردود فعل قوية
تصريحات ماسك أثارت استياء في الأوساط السياسية الألمانية، حيث وصفها رئيس الحكومة البولندية، دونالد تاسك، بأنها تذكير مألوف بمسؤوليات ألمانيا عن ما حدث خلال العهد النازي. المستشار شولتس انتقد بشدة تأييد ماسك لليمين المتطرف، مُعتبراً ذلك تهديداً للديمقراطية الأوروبية.
على الرغم من الانتقادات، استمر ماسك في تقديم الدعم لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، ما ساهم في زيادة النقاش حوله. المستشار شولتس أيضاً ردّ على انتقادات ماسك، مؤكداً أهمية عدم تجاهل التاريخ المؤلم لألمانيا.
التحذيرات تتزايد
خلال جلسة في “البوندستاغ” لإحياء ذكرى تحرير أوشفيتز، أشار الرئيس الألماني، فرانك فالتز شتاينماير، إلى ضرورة أخذ عواقب تصاعد تحالفات اليمين المتطرف في البلاد بجدية. وأكد على أهمية الحفاظ على الديمقراطية وعدم العودة إلى فترات الظلام.
بعد ذلك، ناقش “البوندستاغ” خطط مواجهة الهجرة التي قدمها حزب ميرتز، والتي واجهت انتقادات حادة. ولأول مرة، شهد التعاون بين الحزبين اليميني الوسطي والمتطرف للتمرير، الأمر الذي أثار غضباً عارماً في الأوساط السياسية.
انتقادات من ميركل
رغم عدم تدخلها في السياسة منذ تقاعدها، أعربت أنجيلا ميركل عن استيائها من تعاون حزبها مع “البديل من أجل ألمانيا”، معتبرةً ذلك “خطأ”. وأكدت على أهمية تضافر الجهود من جميع الأحزاب الديمقراطية لمواجهة التحديات الراهنة.
هذا التعاون أثار مخاوف بشأن عواقبه على الحزب المسيحي الديمقراطي، حيث تميزت الخطة بانتقاد جدي من الناحية القانونية، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالقوانين الأوروبية، مما قد يؤثر سلباً على خطط الحزب على المدى الطويل.