بعد انتهاء مهلة الثمانية أيام التي حددها الوزير الأول الفرنسي فرنسوا بايرو، نفذت الجزائر قرارها بإعادة ثلاثة من رعاياها إلى فرنسا، في خطوة تعكس رفضها للإنذارات الفرنسية المتعلقة بترحيل المواطنين. كما شهدت العلاقات اتهامات جديدة بعد أن حكم القضاء الفرنسي بالسجن خمسة أشهر مع وقف التنفيذ على المؤثر الجزائري المعروف باسم “دوالمن”، عقب نشره فيديو على “تيك توك” دعا فيه إلى معاقبة معارضين للنظام.
تصعيد في العلاقة
تواصل العلاقات الجزائرية الفرنسية التدهور، خاصة إثر اعتراف باريس بالحكم الذاتي المغربي في الصحراء العام الماضي. ومع تفاقم أزمة الهجرة، أصدرت وزارة الداخلية الفرنسية قرارات بطرد عشرات الجزائريين غير الشرعيين، مما أثار ردود فعل غاضبة من الجزائر بعد رفضها استقبال هؤلاء المرحلين.
وعلى إثر هذا الرفض، هدد الوزير برونو ريتايو بتنفيذ عقوبات على الشركات الحكومية للطيران إذا لم تتعاون في نقل المرحلين من المطارات الفرنسية، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين.
قضية المرحلين
أكدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن الجزائر أعادت أحد مواطنيها ويدعى “عبد القادر” إلى فرنسا بعد أن رفضت استقباله، موضحة أنه كان قد خرج مؤخرًا من السجن. كما أشارت إلى حالات أخرى لمواطنين جزائريين تم رفض دخولهم بسبب عدم امتلاكهم التصريحات القنصلية اللازمة. الجزائر بررت هذا الموقف بوجود اتفاقية قبلية تنظم هذه الحالات.
بدأت أزمة المرحلين هذا العام مع رفض الجزائر استقبال “دوالمن”، الذي تم طرده من فرنسا. منذ تلك اللحظة، ازدادت محاولات الوزارة الفرنسية لإبعاد المهاجرين، لكن الجزائر واصلت رفض استقباله بشكل قاطع.
تساؤلات حول التعاون
في وقت لاحق، صرح الوزير الأول فرنسوا بايرو بأن الجزائر ترفض التعاون بشأن إعادة مواطنيها، موضحًا حاجته لفترة تتراوح بين شهر وستة أسابيع لدراسة حل الأزمة، وداعيًا إلى إعادة النظر في اتفاقيات الهجرة. التعامل الجزائري مع المهلة والطريقة التي تم بها التواصل ساهمت في تفاقم القلق بين الجانبين.
وفي ضوء هذه التوترات، قررت فرنسا إلغاء اتفاق يعود لعام 2007 يعفي المسؤولين من طلب التأشيرة، كإجراء قد يؤثر على مئات الشخصيات الجزائرية.
مناورات عسكرية
تزامنًا مع استمرار أزمة العلاقات الثنائية، عادت الأمور لتشمل الجوانب المغربية، حيث استدعت الجزائر السفير الفرنسي للاحتجاج على المناورات العسكرية المرتقبة بين فرنسا والمغرب. وقد اعتبر التصريح الجزائري هذه المناورات استفزازًا يعد خطرًا على أمنها، مما قد يزيد من حدة التوترات بين الجزائر وباريس.