تسبب قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع في مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين في مدينة الأبيض السودانية، حاضرة ولاية شمال كردفان، فيما أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على معظم أرجاء ولاية النيل الأبيض، باستثناء منطقة واحدة، حيث لا تزال العمليات العسكرية جارية لطرد القوات المتمردة. يأتي ذلك في وقت يبدو الوضع الإنساني في مدينة الفاشر مأساويًا بفعل استمرار الاشتباكات.
قصف عنيف في الأبيض
واصلت قوات الدعم السريع قصف مدينة الأبيض بالمدفعية الثقيلة على مدى عدة أيام، حيث استهدفت قاعدة الفرقة الخامسة مشاة. وأسفر القصف عن مقتل حوالي ستة أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين، حسبما أفادت تقارير شهود عيان، بينما لم يتم إعلان حصيلة رسمية بعد.
في ظل تصاعد الأحداث، صرح قائد الفرقة 18 مشاة اللواء جمال جمعة بأن النيل الأبيض أصبح خالية من المتمردين، باستثناء منطقة واحدة تتم مراقبتها تمهيدًا لاستعادتها. تأتي هذه التطورات في إطار حملات الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على المناطق الحيوية.
استعادة السيطرة والعنف المستمر
نجح الجيش في فك الحصار عن مدينة الأبيض وربطها بالعاصمة الخرطوم، بعد معارك شرسة في الأسبوع الأخير من فبراير. وأكّد اللواء جمعة أن قواته خاضت معارك في ثلاثة محاور مختلفة، تشمل سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض، محققة انتصارات هامة.
كما أفاد بأن العملية العسكرية تهدف إلى تأمين المدنيين وممتلكاتهم بالإضافة إلى المناطق الزراعية، لضمان تحقيق موسم زراعي ناجح يحفظ سبل العيش. وأشار إلى نجاح القوات في استعادة العديد من المناطق القريبة من الحدود مع دولة جنوب السودان، والتي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
الوضع الإنساني في الفاشر
في الفاشر، أعلنت القوات المسلحة عن استهداف تجمعات قوات الدعم السريع بالطيران والمدفعية، متسببًة في خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وفي نفس السياق، أكدت مصادر إعلامية أن المدينة تعاني من أزمة إنسانية حادة بسبب توقف معظم مصادر المياه نتيجة الاشتباكات المستمرة.
هذا، وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ أكثر من عام ونصف، وهي المنطقة الوحيدة في إقليم دارفور الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني. ويعيش في المدينة نحو مليوني نسمة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، حيث شهدت مخيمات النزوح المحيطة بها تزايدًا في أعداد اللاجئين.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
يُذكر أن الحصار العسكري على المدينة أثر بشكل بالغ على السكان، حيث اضطر معظمهم إلى النزوح، وأصبحت المخيمات المحيطة بالمدينة تستقبل نحو مليون نازح، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وندرة الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه. وفي العديد من الحالات، يعتمد الجيش على «الإسقاط الجوي» لنقل الإمدادات إلى قواته.
تستمر الأوضاع في السودان في التدهور مع استمرار الاشتباكات وفقدان الاستقرار، مما يستلزم تدخلًا إنسانيًا عاجلًا لتلبية احتياجات السكان المتضررين.