قُتل أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون جراء غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة في غزة ورفح، وذلك في سلسلة من الهجمات التي شهدها القطاع الليلة الماضية. وقد تخلل هذه الهجمات استهداف مستشفى المعمداني في شمال غزة، مما يسلط الضوء على تصاعد التوترات في المنطقة.
غارات على القطاع
حسب مصادر طبية فلسطينية، فإن القصف الإسرائيلي على منزل في مدينة رفح أسفر عن مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين. كما أسفر استهداف منزل في منطقة النفق بمدينة غزة عن مقتل فلسطينيين. وتواكبت هذه الهجمات مع قصف مدفعي وجوي مكثف على المناطق الشمالية والغربية من مخيم النصيرات، ما أدى إلى حدوث إصابات، وفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
كما أفادت الوكالة بمقتل مواطن وزوجته جراء قصف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة رفح. هذه الجرائم تأتي في إطار العدوان المستمر الذي يواجهه قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
استهداف المستشفيات
في تصعيد متواصل، قصف الجيش الإسرائيلي الطابق العلوي من مستشفى المعمداني في غزة، وهو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال القطاع بعد تدمير مستشفى كمال عدوان. وفرت السلطات الصحية الفلسطينية إنذارات متكررة من تأثير هذا الاستهداف على حياة المرضى.
وذكرت “وفا” أن مدفعية الاحتلال استهدفت الطابق الأخير من المستشفى، الذي يعد شريان حياة للعديد من المرضى بعد تدمير المستشفيات الأخرى. وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مستشفى كمال عدوان سابقاً، حيث أضرم النار فيه واحتجز أكثر من 350 شخصاً من بينهم مديره و180 من الطاقم الطبي و75 جريحاً ومريضاً.
الإحصائيات المروعة
منذ السابع من أكتوبر، استمرت القوات الإسرائيلية في عدوانها على قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد نحو 45,484 مواطناً، جلهم من النساء والأطفال، وإصابة 108,090 آخرين. وتشير التقارير أيضاً إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، ولا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إليهم.
استجابة دولية
في تطور آخر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضرورة إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة الذي يعاني من أوضاع كارثية بحسب ما أفاد به الإليزيه يوم السبت. وأكد ماكرون على “الحاجة الملحة” للوصول إلى السكان في ظل الخسائر البشرية الفادحة.
وأشار بيان الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون حثّ على إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين من قبل “حماس”، مع ضرورة تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل واسع.
التعاون مع الشركاء الإقليميين
وأكد ماكرون استعداده لتعزيز التعاون الإنساني مع الأردن لإيصال المساعدات مباشرة إلى غزة. جاء ذلك خلال مكالمتين هاتفيتين مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
كما عبر ماكرون عن رغبته في العمل مع الشركاء الإقليميين حول كيفية تنفيذ حل الدولتين في أعقاب انتهاء النزاع، في إطار قمة مشتركة مع السعودية مقررة في يونيو. وبشأن الوضع في لبنان، أكد ماكرون على أهمية إكمال العملية الانتخابية وانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور المنصب لأكثر من عامين.