الجمعة 28 مارس 2025
spot_img

قاسم: حزب الله يستعد لمرحلة سياسية جديدة في لبنان

يدخل «حزب الله» في مرحلة سياسية جديدة في لبنان بعد أكثر من أربعة عقود على تأسيسه، حيث تطرق أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إلى هذا التحول في خطابه الوداعي لسلفيه الأمينين العامين السابقين، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وقد اتسم الخطاب بواقعية سياسية ملحوظة.

لم يركز قاسم فقط على تغييبه لمبدأ «الجيش والشعب والمقاومة» أو عدم الرد على الخروق الإسرائيلية، بل أشاد بأهمية انخراط الحزب في المسار السياسي الجديد الذي يسعى إلى النهوض بمشروع الدولة، مدعومًا بالتسوية السياسية التي يقودها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.

مشروع إعادة البناء

سلط قاسم الضوء على ضرورة انخراط الحزب في مشروع إعادة بناء الدولة، مع التوجه للداخل لينسجم مع تطلعات المجتمع المدني. يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع دوره الإقليمي، مما يستدعي منه تقليص منسوب عسكرته. وأكد قاسم أنه من الضروري أن يتوافق هذا المسار مع شركائه الوطنيين دون تشفي أو كيدية، لتفادي الدخول في أزمات جديدة.

وفي تحليل تفصيلي لخطاب قاسم، يوضح مصدر سياسي لـ”الشرق الأوسط» أن لبنان على أبواب مرحلة سياسية جديدة مع احتمالية انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام. الشراكة مع الحزب تتطلب قراءة مشتركة للمستقبل وتعزيز الجهود نحو بناء الدولة.

استعدادات للمستقبل

يكشف المصدر السياسي أن خطاب قاسم يأتي تتويجًا لتقييم داخلي أجرته قيادة الحزب بشأن دعمها لغزة. هذه المرحلة تُشير إلى فتح باب جديد للدخول في المشروع الوطني للحزب، مما يتطلب استعداد حاضنته الشعبية للانفتاح على الطروحات الجديدة. وفي الوقت نفسه، يواجه الحزب تحديات تتعلق بمواقف متعلقة بالصراع مع إسرائيل.

ويرى المصدر أنه يجب التعامل مع الحزب بطريقة لا تؤدي إلى الاعتقاد بأنه هُزم في مواجهته مع إسرائيل، بل تعزيز فرص التعاون معه. هذه الديناميكية تتطلب دعم دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يسعى لدعم حزب الله رغم بعض الانتقادات.

رسائل إلى الداخل والخارج

يؤكد المصدر أن الحشد الكبير في تشييع نصر الله وصفي الدين يحمل رسالة مزدوجة إلى الداخل والخارج، تبرز عدم نية تهميش الحزب أو استضعافه، حيث يعد هذا استهدافًا للموقع الشيعي في المعادلة السياسية. ويشير قاسم بأن تحالفه مع «أمل» يعد إنجازًا ضروريًا لتحقيق التوافق الوطني وتحسين الوضع العام في لبنان.

ويرى أنه من المهم تحقيق الاستقرار في لبنان، وهو يحتاج إلى تعاون جميع الأطراف مع الحزب. فقد أبدى قاسم استعدادًا لتأمين الانتقال السلمي الذي قد يفضي إلى انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، مما يعكس تواصلًا إيجابيًا مع المكون الشيعي.

دور إيران

كما يلفت المصدر إلى أهمية حضور رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي في مراسم التشييع، حيث تشير هذه المشاركة إلى رغبة إيران في تعزيز وجودها في الساحة السياسية اللبنانية. ومع ذلك، حرصت طهران على إبراز طابع رسمي لوجودها.

ينظر المصدر إلى زيارة المسؤولين الإيرانيين للرؤساء الثلاثة كفرصة لتأكيد دعم طهران لاستقرار لبنان، مشيرًا إلى موقفهما الإيجابي من الواقع اللبناني الجديد. ويؤكد قاليباف دعم إيران لما تتخذه الرئاسات الثلاث من قرارات، ما يدل على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك