أعلن مظلوم عبدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عن اتفاق بين قواته والسلطة الجديدة في دمشق يهدف إلى رفض أي مشاريع انقسام قد تهدد وحدة الأراضي السورية. وشدد عبدي على أهمية التعاون للحفاظ على استقرار البلاد في هذه المرحلة الحساسة.
لقاء إيجابي في دمشق
في تصريح لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، أفاد عبدي بأن لقاءً إيجابيًا جمع بين قيادات الطرفين في نهاية شهر ديسمبر الماضي، حيث تم التأكيد على ضرورة العمل من أجل وحدة وسلامة الأراضي السورية، إلى جانب رفض أي مشاريع تهدد هذه الوحدة.
تسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، وقد أنشأها الأكراد عقب النزاع الذي اندلع عام 2011، بعد انسحاب القوات الحكومية من هذه المناطق دون مواجهة. ومنذ ذلك الحين، أثبتت الإدارة الذاتية قدرتها على بناء مؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية في مواجهة تنظيم “داعش”.
دعم السلام والاستقرار
ناقش عبدي خلال اللقاء مع قائد الإدارة الجديدة في دمشق، أحمد الشرع، الآفاق المستقبلية بعد سقوط بشار الأسد، والتحديات التي تواجه سوريا وسبل النهوض بها. وأكد عبدي على ضرورة دعم جهود الإدارة الجديدة لتحقيق الاستقرار، مما يهيئ الأجواء لحوار شامل بين جميع الأطراف السورية.
وأشار إلى أن على الإدارة الجديدة التحرك لوقف إطلاق النار في مختلف مناطق البلاد، وهي مسؤولية تتطلب الجدية والتدخل الفوري لضمان الأمن.
علامات حسن نية
في خطوة تعبيرية، قام الأكراد برفع علم الاستقلال المعتمد من قبل فصائل المعارضة على مؤسساتهم، كعلامة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا من الجانب الأمريكي.
على الأرض، تعرض الأكراد لهجمات مباغتة من فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا، مما أدى إلى انسحابهم من عدة مناطق، في وقت تواصل فيه “هيئة تحرير الشام” عملية تقدمها نحو دمشق.
الهجمات التركية والخسائر
أسفرت الغارات التركية عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 15 آخرين أثناء استهداف قوافل مدنية كانت متجهة إلى سد تشرين في ريف حلب الشرقي، وفقًا للإدارة الذاتية. هذه التطورات تأتي في ظل توترات متزايدة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل السورية المدعومة من تركيا.
تشير تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل أكثر من مئة شخص خلال اشتباكات متواصلة بين القوات الكردية والفصائل الموالية لأنقرة، بالرغم من إعلان هدنة بوساطة أمريكية. منذ عام 2016، نفذت تركيا عمليات عسكرية عدة ضد الأكراد، ما أسفر عن السيطرة على مناطق واسعة على الحدود، مشيرة إلى استعداد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لشن عملية جديدة إذا لم يتم التوافق على شروط مناسبة لمرحلة انتقالية.”