تعيش السينما المصرية حالياً عهداً مميزاً من إعادة إحياء نوع “الأكشن الكوميدي”، الذي يبدو مرشحاً للاستمرار لسنوات قادمة. يعتبر هذا النمط الفني، الذي شهد فترات من الانتعاش والركود، في ذروته حالياً، حيث يترافق مع تغيرات في تفضيلات الجمهور وظروف الإنتاج. ومع اطلاق الفيلم الجديد “الشاطر” الأسبوع الماضي، يتجلى ذلك الانتعاش بوضوح.
فيلم “الشاطر” وأبطال جدد
يمثل “الشاطر” أحدث الإضافات في هذا الاتجاه، من تأليف وإخراج أحمد الجندي وبطولة أمير كرارة إلى جانب هنا الزاهد ومصطفى غريب. يندرج الفيلم ضمن سياق أفلام أخرى تعرض حالياً مثل “المشروع ×” و”ريستارت” و”أحمد وأحمد”.
تشترك هذه الأفلام الأربعة في المزج بين الأكشن والكوميديا، مع اختلاف التأكيد على كل عنصر. بينما يفضل “المشروع ×” الأكشن، يميل “ريستارت” للنزعة الكوميدية، بينما يتوازن كل من “أحمد وأحمد” و”الشاطر” بين الاثنين، مع سمات مشتركة في الكتابة وتنفيذ الحركة.
قصة “الشاطر” المتداولة
تسرد أحداث الفيلم قصة شاب رياضي يُدعى أدهم، ينطلق في رحلة إنقاذ أخيه الذي اختطفته عصابة في تركيا. تتطور الأحداث عبر مطاردات ومعارك حتى يحقق الأبطال انتصارهم المُنتظر.
يكشف الفيلم عن نمط البطل الشعبي التقليدي، الذي ينقلب على الأعراف لإنقاذ الأبرياء والتغلب على المجرمين. تعطي كلمة “شاطر” إشارة إلى التعاطي مع أولئك الذين يظلون في حدود القانون رغم الظروف الصعبة.
معالجة العمل والكتابة
ومع ذلك، يعاني سيناريو الفيلم من عيوب واضحة، إذ يفتقر إلى العمق، ويبدو أنه تم صياغته بشكل متسرع، مما يؤثر على المصداقية. أداء كرارة، على الرغم من كفاءته، يفتقر إلى الإقناع في بعض المشاهد. الكوميديا، التي يبدو أن الفيلم يسعى لتحقيقها، تخفق في الظهور بشكل جيد.
تظهر الشخصيات، بما في ذلك هنا الزاهد، بشكل غير مقنع وتفتقر إلى التفاعل الطبيعي. بينما يُعتبر مصطفى غريب هو الوحيد الذي تمكن من إضفاء رونق طفيف على الأداء الكوميدي، إلا أن معظم الأدوار تأتي باهتة وغير مشوقة.
تحديات الإخراج
ورغم حسنات الفيلم، يبقى الإخراج، الذي تحت قيادة أحمد الجندي، غير متوافق مع القصة، مما يجعل الأكشن يبدو بدائياً وغير متقن. تستغرق بعض مشاهد الأكشن وقتاً طويلاً للتنفيذ دون أن تؤدي الغرض المطلوب، مما يُضعف من أثر الفيلم العام.
تشير ردود الفعل إلى أن التسلسل الزمني للأحداث يحتوي على الكثير من الانحرافات المفاجئة والمشاهد المتمردة دون حاجة حقيقية، مما يثقل كاهل التدريب السليم على النجاح.