الأحد 3 أغسطس 2025
spot_img

فوضى غزة: عصابات ولصوص ينهبون المساعدات الإنسانية

spot_img

غزة تشهد فوضى عارمة تعيق وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى مستحقيها، إذ يستغل قطاع الطرق وعصابات منظمة حالة الانفلات الأمني لنهب الشاحنات وسرقة المواد الغذائية والإغاثية، مما يزيد من معاناة السكان المحاصرين.

اعتداءات ونهب منظم

تأتي هذه الاعتداءات في ظل استهداف إسرائيلي متكرر لعناصر تأمين المساعدات، كان آخرها قصف مجموعة تابعة للعشائر الفلسطينية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وفتح الباب أمام عمليات نهب واسعة النطاق. الشاحنات القادمة من مصر لم تسلم هي الأخرى من السرقة، بما في ذلك تلك المخصصة للجاليات المصرية والمسيحية في غزة.

المساعدات في الأسواق السوداء

يؤكد شهود عيان أن معظم المساعدات، بما فيها تلك التي يتم إسقاطها جوًا، تتعرض للنهب والسرقة، ويتم عرضها في الأسواق بأسعار باهظة، ما يجعلها بعيدة عن متناول غالبية السكان الذين يعانون من شح السيولة النقدية وارتفاع تكاليف التحويلات المالية.

معاناة يومية للحصول على الغذاء

جميل حسنة، وهو شاب من سكان غزة، يصف معاناته اليومية في البحث عن كيس دقيق لعائلته، وكيف تعرض للضرب والسرقة على يد لصوص مسلحين، بعد أن نجا بأعجوبة من قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الشبان كانوا ينتظرون المساعدات.

عصابات منظمة وتجار مستفيدون

يؤكد حسنة وجود عصابات مسلحة ولصوص منظمين، مدعومين من تجار، يستغلون حاجة الناس لجمع المواد الغذائية وبيعها بأسعار مرتفعة، مما يزيد من الأعباء على كاهل السكان المحاصرين.

“الهجرة هي الحل الوحيد”

أحمد المغربي، وهو موظف في السلطة الفلسطينية، يعبر عن يأسه من الوضع الراهن، قائلاً إن اللصوص يتحكمون في كل جوانب الحياة في غزة، وإن الهجرة أصبحت الحل الوحيد المتبقي. ويشير إلى أن هذه العصابات لديها تنسيق مع إسرائيل للوصول إلى المساعدات قبل المواطنين.

دعوات لتأمين المساعدات

يطالب المغربي المجتمع الدولي بإيجاد طريقة لتأمين المساعدات وتوزيعها بشكل عادل عبر المؤسسات الأممية والدولية، كما كان يحدث في السابق، قبل التصعيد الأخير. ويرى كثيرون من سكان غزة أنه من دون وقف إطلاق النار، سيكون من الصعب حماية المساعدات وضمان وصولها إلى مستحقيها.

أسعار خيالية في الأسواق

رغم عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، إلا أن غالبيتها سقطت في مناطق يوجد بها الجيش الإسرائيلي أو تعرضت للسرقة، وبلغ سعر كيلو السكر 130 دولارًا، بينما تراوحت أسعار المعلبات الغذائية ما بين 44 و60 دولارًا.

استيلاء على المساعدات

أكد برنامج الأغذية العالمي أن 55 شاحنة دخلت إلى قطاع غزة تم الاستيلاء عليها من قبل حشود من الفلسطينيين قبل وصولها إلى وجهتها، مشيرًا إلى عدم وجود تغيير على الأرض وعدم السماح باستخدام طرق بديلة لإدخال المساعدات.

سرقة حليب الأطفال والحفاضات

لا يقتصر الأمر على سرقة المواد الغذائية، بل يمتد إلى سرقة حليب الأطفال والحفاضات المفقودة من وزارة الصحة، وبيعها بأسعار باهظة، حيث وصل سعر علبة الحليب 69 دولارًا، وسعر الحفاضة الواحدة 4 دولارات.

“إدارة للمجاعة”

تصف نسرين العاصي، وهي نازحة من بيت لاهيا، قضية إدخال المساعدات بأنها مجرد “مسرحية” تهدف إلى تلميع صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، بينما هي في الواقع تعمل على إدارة المجاعة من خلال ترك المجال للعصابات للسيطرة على كل شيء.

الفوضى جريمة متعمدة

يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن غالبية الشاحنات تتعرض للنهب والسرقة بشكل ممنهج، وأن المساعدات التي يتم إسقاطها جوًا لا تتجاوز حمولتها نصف شاحنة يوميًا. ويرى أن ما يجري في غزة هو دليل على أن إسرائيل تسعى إلى نشر الفوضى وهندسة المجاعة، وتمنع وصول المساعدات إلى مستحقيها، مما يشكل جريمة متعمدة بحق المدنيين المحاصرين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك