الإثنين 21 يوليو 2025
spot_img

فرنسا تنهي وجودها العسكري بالسنغال وتراجع استراتيجيتها الأفريقية

spot_img

مع خروج القوات الفرنسية من السنغال، تتسارع وتيرة تحول المشهد الاستراتيجي في أفريقيا، منهية حقبة من النفوذ العسكري الفرنسي الممتد لعقود. هذه الخطوة، التي تزامنت مع تسليم معسكر “جيل” الاستراتيجي بالعاصمة دكار، تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين باريس ودول القارة السمراء.

السنغال.. نهاية حقبة عسكرية

تأتي هذه التطورات بعد إعلان الرئيس السنغالي الجديد، باسيرو ديوماي، عن رغبة بلاده في إنهاء جميع أشكال الوجود العسكري الأجنبي بحلول عام 2025، مؤكداً على سيادة السنغال واستقلالها.

يعود الوجود العسكري الفرنسي في السنغال إلى عام 1960، العام الذي نالت فيه دكار استقلالها، حيث كانت اتفاقيات التعاون الثنائي، بما في ذلك الاتفاقيات الدفاعية، الأساس القانوني لهذا الوجود.

تسليم القواعد العسكرية

شهدت مراسم التسليم حضوراً رفيع المستوى من قادة الجيشين السنغالي والفرنسي، حيث أكد الجانبان على أهمية هذه الخطوة في تعزيز استقلالية القوات المسلحة السنغالية وتحقيق السلام الإقليمي.

أشار القادة العسكريون إلى أن هذا الانسحاب يأتي ضمن استراتيجية فرنسا لإنهاء وجود قواعد عسكرية دائمة في غرب ووسط أفريقيا، وتلبية لرغبة السنغال في عدم الإبقاء على قوات أجنبية دائمة على أراضيها.

سلسلة الانسحابات تتوالى

تعد السنغال أحدث حلقة في سلسلة الانسحابات الفرنسية من غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، لكنها تتميز برغبة في الحفاظ على علاقات شراكة متجددة مع باريس، وتجنب القطيعة الجذرية التي شهدتها دول أخرى.

شهدت مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد انسحابات للقوات الفرنسية استجابة لطلبات المجالس العسكرية التي تولت السلطة، مما أثر على الوجود الفرنسي في المنطقة.

التحول في الاستراتيجية الفرنسية

رغم أن الخروج من السنغال تم بود وتفاهم بين الطرفين، فإن ساحل العاج تسعى أيضاً إلى خروج القوات الفرنسية، مع برمجة انسحابات أخرى.

لم يتبق لفرنسا سوى قاعدة جوية وبحرية رئيسية في جيبوتي، بالإضافة إلى حضور عسكري محدود في الغابون.

بحثاً عن شراكة مرنة

تسعى فرنسا لإعادة النظر في استراتيجيتها الأفريقية، مع التركيز على “التعاون المرن” والتدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، في ظل المنافسة المتزايدة من قوى أخرى مثل روسيا والصين وتركيا والولايات المتحدة.

تهدف باريس إلى قلب صفحة الحضور العسكري البارز، والتحول نحو تعاون أكثر سلاسة واستجابة لاحتياجات دول المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك