الخميس 27 مارس 2025
spot_img

فرنسا تؤكد عدم اعتراضها على صفقة صواريخ ميتور لتركيا

أكدت فرنسا أنها لن تعرقل حصول تركيا على صواريخ “ميتيور”، وهو ما أثار استياء اليونان التي تعتبر هذا القرار خيانة من شريك أوروبي رئيسي، رغم اعتراضاتها العلنية.

الموقف الفرنسي الرسمي

خلال جلسة برلمانية، تناول وزير القوات المسلحة الفرنسية، سيباستيان لوكورنو، القضية بوضوح، موضحًا أن باريس لا تملك السلطة اللازمة لمنع الصفقة. وأكد أن فرنسا ليست مسؤولة عن صادرات الأسلحة البريطانية، وبالتالي لا تستطيع التدخل في هذه المسألة.

وأضاف لوكورنو أن الحكومة الفرنسية تلقت طلبًا رسميًا من اليونان لحظر بيع صواريخ “ميتيور” لتركيا، لكنه شدد على أن ذلك لا يقع ضمن صلاحيات حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون. وذكر أن التعامل مع هذه القضية يجب أن يكون عبر القنوات الدبلوماسية، وليس عبر التدخل المباشر.

التحكم في صادرات الأسلحة

أوضح لوكورنو أن صاروخ “ميتيور” يتم تصنيعه من قبل شركة “إم بي دي إيه”، وهي كونسورتيوم يضم مساهمات فرنسية، بريطانية، وإيطالية. ورغم أن فرنسا تمتلك حصة في “إيرباص”، أحد المساهمين في المشروع، إلا أن بريطانيا كانت الجهة الرائدة في تطوير الصاروخ، وبالتالي تحتفظ بالسيطرة السيادية على قرارات تصديره.

صفقة تايفون والصواريخ

ترتبط عملية حصول تركيا على صواريخ “ميتيور” بصفقة شراء مقاتلات “يوروفايتر تايفون”، والتي يتم إنتاجها من قبل تحالف صناعي تهيمن عليه بريطانيا وألمانيا. وبحسب لوكورنو، فإن هذه الصفقة تُدار من قبل لندن، وليس باريس، ما يضع فرنسا خارج دائرة القرار بشأن تسليم الصواريخ.

التحديات التي واجهتها تركيا

واجهت تركيا صعوبات في الحصول على “يوروفايتر تايفون” بسبب اعتراضات سابقة من ألمانيا، التي امتنعت عن دعم الصفقة لأسباب سياسية تتعلق بحقوق الإنسان والتدخلات العسكرية التركية في سوريا. كما أن استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات F-35 الأمريكية عام 2019 بعد شرائها منظومة S-400 الروسية، زاد من حاجتها إلى تحديث قواتها الجوية.

ومع ذلك، دفعت بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا باتجاه الصفقة، معتبرة تركيا شريكًا استراتيجيًا في الناتو. ومع تغيير الموقف الألماني أواخر عام 2024، فتحت المفاوضات بقيادة بريطانيا الباب أمام تركيا للحصول على 40 طائرة “تايفون” على مرحلتين، مع تسليم أول دفعة عام 2026 وتحقيق القدرة التشغيلية الكاملة بحلول عام 2030.

انعكاسات الصفقة على القوة الجوية التركية

بمجرد دخول مقاتلات “يوروفايتر تايفون” الخدمة، ستعزز تركيا قدراتها الدفاعية والهجومية. بفضل أنظمة الرادار المتقدمة وصواريخ “ميتيور”، ستتمكن أنقرة من القيام بدوريات جوية أكثر فاعلية، وتعزيز قوة الردع في منطقة تعاني من اضطرابات جيوسياسية.

المخاوف اليونانية

بالنسبة لليونان، فإن امتلاك تركيا لصواريخ “ميتيور” يشكل تهديدًا استراتيجيًا، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول بحر إيجه والحدود البحرية. وقد استثمرت اليونان في تحديث قواتها الجوية عبر شراء 24 مقاتلة “رافال” فرنسية مزودة بنفس الصاروخ، معتبرة أن مداه الطويل الذي يتجاوز 100 كيلومتر يمنحها ميزة تفوق في النزاعات المحتملة.

التكنولوجيا المتطورة لصواريخ ميتيور

يُعد “ميتيور” من أكثر الصواريخ تطورًا في فئته، بفضل محرك “رام جت” الذي يسمح له بالحفاظ على سرعة تفوق “ماخ 4” طوال رحلته، مما يمنحه مدى أطول ومنطقة “عدم هروب” أكبر من الصواريخ التقليدية مثل AIM-120 AMRAAM الأمريكية.

كما يتميز الصاروخ بربط بيانات ثنائي الاتجاه، مما يتيح للطيارين تحديث الأهداف أثناء الطيران، إضافة إلى رادار نشط يعزز دقة الاستهداف حتى في ظل التشويش الإلكتروني.

اقرأ أيضا

اخترنا لك