تتواصل المناقشات بين الأمم المتحدة وإسرائيل حول تداعيات قرار قد يؤدي إلى وقف عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة والضفة الغربية، نظراً لقانون إسرائيلي جديد سيدخل حيز التنفيذ في نهاية يناير.
رغم استمرار الأونروا في تقديم خدماتها، إلا أن مستقبل الوكالة التي تُعد جزءاً من تاريخ الفلسطينيين الممتد على مدار 75 عاماً أصبح مهدداً مع تطبيق هذا القانون الذي يحظر تواصل الأونروا مع السلطات الإسرائيلية.
قانون جديد وتأثيراته
في أكتوبر الماضي، أقر الكنيست الإسرائيلي قانوناً يشكل ضغوطاً متزايدة على الأونروا، حيث سيكون سريانه نهاية يناير المقبل. ومنذ ذلك الحين، تبادلت الأمم المتحدة وإسرائيل رسائل حول هذا الموضوع. وأكدت الأمم المتحدة لإسرائيل أنها غير ملزمة بتقديم بدائل للأونروا في الأراضي الفلسطينية.
في رسالة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر الأمين العام أنطونيو غوتيريش من أن توقف الأونروا عن العمل يُجبر إسرائيل على توفير الخدمات التي كانت تقدمها وفق التزاماتها الدولية. وأشار غوتيريش إلى استعداد وكالات أخرى لمساعدة الفلسطينيين، لكنه شدد على أن هذا لا يعفي إسرائيل من مسؤولياتها.
موقف إسرائيل
في 18 ديسمبر، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن القانون الجديد لا يتعارض مع التزامات إسرائيل الدولية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تملك السيطرة الفعلية على غزة، مما يعني أنها ليست قوة احتلال. وأضاف غير أنه يجب عدم تجاهل مسؤوليات السلطة الفلسطينية في الشؤون المدنية بالضفة الغربية.
دانون أكد أن جميع سكان القدس يستحقون الحصول على الخدمات الحكومية بموجب القانون الإسرائيلي، مشدداً على أن ضم إسرائيل للقدس الشرقية هو إجراء غير معترف به دولياً ولكن إسرائيل تتمسك به.
الأزمة الإنسانية المتزايدة
تتوالى انتقادات إسرائيل للأونروا، إذ تشير إلى وجود موظفين فيها شاركوا في الهجمات التي شنتها حركة حماس. في المقابل، أكدت الأمم المتحدة فصل تسعة موظفين بعد تحقيقات حول هذه الادعاءات. في الوقت نفسه، تتساءل الولايات المتحدة عن استعداد الأونروا لمواجهة أزمة إنسانية متصاعدة في غزة.
أشار مسؤول أميركي إلى أن وزارة الخارجية أبدت مخاوف بشأن تأثير القانون الجديد على الخدمات المقدمة، ونبهت إلى ضرورة أن تضمن إسرائيل عدم تأثير هذا الأمر سلبًا على المساعدات الإنسانية. الأونروا، التي تقدم خدماتها لنحو 5.5 مليون لاجئ فلسطيني، تُعتبر أساسية في تقديم الدعم للمحتاجين في غزة والضفة الغربية.
مستقبل الأونروا
أعرب غوتيريش عن عدم إمكانية تعويض خدمات الأونروا، معتبراً أن الوكالات الأخرى لن تستطيع توفير نفس مستوى الدعم. ووفقاً لمسؤولين بالأمم المتحدة، فإن الأونروا تُعد العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة خاصة في ظل الظروف الحالية.
في هذا الإطار، يشير دانون إلى إمكانية إيجاد بديل للأونروا يوفر المساعدات الأساسية، مستدلاً بقدرة وكالات الأمم المتحدة الأخرى على القيام بذلك. ولكنه، في النهاية، يبقى الوضع في غزة معقداً بفضل الصعوبات الحالية.
حصيلة النزاع الدامية
تتراوح تقديرات إسرائيل حول حصيلة الضحايا جراء الهجمات منذ السابع من أكتوبر بين 1200 قتيل، وإعلان الصحة الفلسطينية عن أكثر من 46 ألف ضحية في غزة. هذه الحرب تركت آثاراً مدمرة وجعلت وضع نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، غير مستقر، مع تحذيرات تتعلق بمجاعة وشيكة.
تستمر الأوضاع في غزة في التدهور، مما يستدعي تحركاً فعلياً لضمان توفير خدمات أساسية للسكان المحاصرين.