الثلاثاء 5 أغسطس 2025
spot_img

غزة: مجاعة ونهب للمساعدات وسط اتهامات لإسرائيل

spot_img

في غزة المحاصرة، وبعد مرور 22 شهراً على اندلاع الحرب، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي. حشود جائعة تتصارع من أجل الحصول على الغذاء الشحيح، وتواجه خطر الموت تحت القصف أو الوقوع ضحية للعصابات الإجرامية التي تستولي على المساعدات.

المساعدات شحيحة

بعد تعليق جزئي للقصف الإسرائيلي، عادت المساعدات الإنسانية إلى دخول القطاع، لكن المنظمات الدولية تؤكد أن الكميات غير كافية لسدّ الاحتياجات المتزايدة للسكان المحاصرين.

يشهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية يومياً مشاهد مأساوية، حيث تتدافع حشود يائسة، معرضة حياتها للخطر، نحو الشاحنات المحملة بالغذاء أو مواقع الإنزال الجوي للمساعدات.

صراع على الغذاء

في منطقة الزوايدة وسط القطاع، تدافع عشرات الفلسطينيين الهزيلين عند إلقاء طائرة ألواح المساعدات بالمظلات، ومزقوا الطرود وسط سحابة من الغبار المتصاعد.

يقول أمير زقوت، الذي يبحث عن الإغاثة: “دفع الجوع الناس إلى التناحر. الناس يتقاتلون بالسكاكين” من أجل الحصول على بعض المساعدات القليلة.

حوادث مأساوية

لتجنب الفوضى، طُلب من سائقي برنامج الأغذية العالمي التوقف وترك الناس يأخذون المساعدات بأنفسهم، لكن ذلك لم يمنع وقوع حوادث مأساوية.

“كادت عجلة شاحنة أن تسحق رأسي، وأصبت أثناء انتشال الكيس” يقولها رجل يحمل كيس دقيق على رأسه في منطقة زيكيم شمال قطاع غزة.

“لا مفر” من الموت

محمد أبو طه توجه فجراً إلى أحد مواقع التوزيع قرب رفح لحجز مكان في الطابور، ليجد “الآلاف ينتظرون، جميعهم جائعون، من أجل كيس من الدقيق أو القليل من الأرز والعدس”.

يضيف أبو طه: “فجأة، سمعنا طلقات نارية… لم يكن هناك مفر. بدأ الناس يركضون، يتدافعون، أطفال، نساء، وشيوخ”، واصفاً “مشهداً مأسوياً: دماء في كل مكان، جرحى وقتلى”.

ضحايا المساعدات

قُتل ما يقرب من 1400 فلسطيني في قطاع غزة منذ 27 مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية، وفقاً للأمم المتحدة.

الجيش الإسرائيلي ينفي استهداف متلقي المساعدات، ويقول إنه يطلق “طلقات تحذيرية” عند اقتراب الناس من مواقع قواته.

عراقيل إسرائيلية

تندد المنظمات الدولية بالعراقيل المتكررة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، مثل رفض إصدار تصاريح عبور الحدود للقوافل الإنسانية، وبطء التخليص الجمركي، ومحدودية نقاط الوصول، والطرق الخطرة.

مسؤول أممي كبير: “الجيش الإسرائيلي غيّر خطط تحميل برنامج الأغذية العالمي في اللحظة الأخيرة، مما أدى إلى خلط الحمولات وإجبار القافلة على المغادرة قبل الموعد المخطط لها”.

طرق الموت

مسؤول في منظمة غير حكومية: “هناك طريقان للوصول إلى مستودعاتنا، أحدهما آمن نسبياً، والآخر مسرح دائم للقتال والنهب، وهو الطريق الذي يتم إجبارنا على سلوكه”.

“تجربة داروينية”

عصابات إجرامية تنهب قسماً من المساعدات، وتهاجم المستودعات، وتبيعها للتجار الذين يعيدون بيعها بأسعار باهظة، وفق مصادر إنسانية وخبراء.

محمد شحادة، باحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “إنها تجربة داروينية لا يبقى بموجبها على قيد الحياة إلا الأقوى”.

رأسمالية متطرفة

جان-غي فاتو، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود من غزة: “نعيش في نظام رأسمالي متطرف، حيث يرسل تجار وعصابات فاسدة أطفالاً ليموتوا بالرصاص في نقاط التوزيع أو أثناء عمليات النهب”.

يضيف فاتو أن هذه الإمدادات تباع بعد ذلك “لأولئك الذين لا يزالون قادرين على شرائها” في أسواق مدينة غزة بأسعار فلكية.

اتهامات متبادلة

إسرائيل تتهم “حماس” بنهب مساعدات الأمم المتحدة، التي أوصلت الجزء الأكبر من الإغاثة منذ بدء الحرب في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول 2023.

استخدمت هذه الاتهامات لفرض حظر على دخول المساعدات إلى غزة بين شهري آذار وأيار، حتى بروز “مؤسسة غزة الإنسانية” بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة.

“مصائد موت”

“مؤسسة غزة الإنسانية” تدير أربع نقاط توزيع فقط لخدمة أكثر من مليوني نسمة، وتصف الأمم المتحدة مراكزها بأنها “مصائد موت”.

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لقد سرقت (حماس) المساعدات الإنسانية من شعب غزة مراراً من خلال إطلاق النار على الفلسطينيين”.

“لا دليل”

مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار: “حماس” ربما استولت على قسم من المساعدات من بعض المنظمات، لكن “ليس هناك أي دليل” على أنها سرقت بانتظام الغذاء من الأمم المتحدة.

الباحث محمد شحادة: “حماس” أصبحت الآن ضعيفة للغاية، وتتكون في الأساس من “خلايا مستقلة غير مركزية تختبئ هنا وهناك في نفق أو منزل مدمر”.

“موافقة” إسرائيلية

مسؤولون في منظمات إنسانية: خلال وقف إطلاق النار الذي سبق حظر المساعدات في آذار، ساعدت شرطة غزة في تأمين القوافل الإنسانية، لكن الفراغ الحالي في السلطة يؤدي إلى انعدام الأمن والنهب.

بشرى الخالدي، مديرة السياسات في منظمة أوكسفام في غزة: “دعت الوكالات والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية السلطات الإسرائيلية مراراً إلى تسهيل وحماية قوافل المساعدات ومواقع التخزين”.

شبكات إجرامية

يشتبه في أن الجيش الإسرائيلي قام بتنظيم شبكات إجرامية في حربه ضد “حماس”، وسمح لها بالانتشار وممارسة النهب، مستغلا حاجة سكان غزة.

جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: “السرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب نفذتها عصابات إجرامية، تحت مراقبة القوات الإسرائيلية”.

“القوات الشعبية”

تعمل في المنطقة الجنوبية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “القوات الشعبية”، تتكون من أفراد من قبيلة بدوية بقيادة ياسر أبو شباب.

المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يصف أبو شباب بأنه زعيم “عصابة إجرامية متهمة بنهب شاحنات المساعدات”.

أنشطة إجرامية

ميكائيل ميلشتاين، من مركز موشيه ديان في تل أبيب: العديد من أعضاء مجموعة أبو شباب متورطون في “جميع أنواع الأنشطة الإجرامية”، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات.

محمد شحادة: عصابات إجرامية أخرى متورطة في عمليات نهب ومهاجمة القوافل وضرب وخطف سائقي شاحنات في مناطق أخرى من قطاع غزة.

تواطؤ ضمني

أحد العاملين في المجال الإنساني: “لا يمكن أن يحدث أي من هذا في غزة من دون موافقة ضمنية على الأقل من الجيش الإسرائيلي”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك