تحذيرات دولية متصاعدة بشأن تفاقم المجاعة في قطاع غزة المحاصر، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني، بينهم أطفال، خطر الموت جوعاً في ظل قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية، وتدهور حاد في الأوضاع الصحية.
غزة.. كارثة إنسانية
يعيش سكان القطاع، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، أيامًا قاسية دون طعام، بينما تسجل المستشفيات ارتفاعًا في أعداد الوفيات بسبب سوء التغذية الحاد والمجاعة، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية.
تظهر صور ومقاطع فيديو مروعة من غزة أطفالاً يعانون من الهزال الشديد، وبطون منتفخة نتيجة الجوع، في مشهد يدمي القلوب، ويكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون العزل.
تحذيرات من مجاعة جماعية
أطلقت المنظمات الإنسانية نداءات استغاثة منذ أشهر، محذرة من خطر وشيك للمجاعة يهدد حياة الآلاف، وذلك في ظل القيود الإسرائيلية المشددة على دخول إمدادات الأمم المتحدة إلى غزة.
أصدرت أكثر من 100 منظمة إنسانية بياناً مشتركاً وصفت فيه الوضع بأنه “مجاعة جماعية”، في ظل تزايد أعداد الوفيات بسبب الجوع، وتدهور الأوضاع الصحية بشكل غير مسبوق.
تأثير الجوع المدمر
مع تفشي الجوع، تظهر الآثار المدمرة على جسم الإنسان، وخاصة الأطفال، حيث يكون الضرر أسرع وأعمق نظرًا لحاجتهم الماسة للطاقة من أجل النمو.
يعتمد الجسم على الكربوهيدرات لتحويلها إلى غلوكوز، الذي يُعالَج في الكبد ويوزّع على أنحاء الجسم، وخاصة الدماغ، لكن مع نقص الغذاء، يبدأ الجسم في تفكيك البروتين من العضلات للحصول على الطاقة.
تدهور وظائف الجسم الحيوية
يؤدي نقص الغذاء إلى عجز الجسم عن إيصال العناصر الغذائية الأساسية إلى الأعضاء والأنسجة الحيوية، ما يتسبب في انكماش العضلات وفشل الأعضاء في أداء وظائفها الطبيعية.
يفقد الجسم قدرته على تنظيم حرارته، ويصبح الجلد شاحباً، وقد يحدث نزيف من اللثة، كما يفقد الجهاز المناعي قدرته على التئام الجروح ومحاربة العدوى، ما يؤدي إلى حلقة مفرغة تفاقم نقص المغذيات.
اضطرابات الجهاز الهضمي
يعد الجهاز الهضمي من أول الأجهزة التي تتوقف عن العمل، حيث يتراجع إنتاج الأحماض في المعدة، وتحدث التهابات مزمنة، وتنكمش المعدة، ويفقد الإنسان شهيته.
في حال توافر الطعام لاحقًا، يجب تقديمه ببطء وتحت إشراف طبي داخل المستشفيات، لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.
تأثير الجوع على القلب والرئة
يتقلص القلب، ما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم، وتباطؤ في نبضات القلب، وانخفاض في ضغط الدم، وفي نهاية المطاف، قد يتوقف القلب عن العمل.
يتباطأ التنفس وتضعف قدرة الرئتين، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى فشل في الجهاز التنفسي، ما يعرض حياة المريض للخطر.
تأثير الجوع على الدماغ
مع حرمان الدماغ من الطاقة والمغذيات الأساسية، تظهر علامات اللامبالاة والإرهاق والانفعال، ويحتاج الأطفال إلى طاقة أكثر من البالغين لنمو أدمغتهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لآثار نقص الغذاء ويعيق قدرتهم على التعلم في المستقبل.
مشاكل صحية مزمنة
الأطفال الذين ينجون من الجوع والقصف والأمراض المعدية والصدمات النفسية، غالبًا ما يواجهون مشاكل صحية طوال حياتهم، فالمجاعة تعيق تطور أدمغتهم وأجسادهم بشكل كامل، وسيكون كثيرون منهم أقصر قامة وأضعف بنية.
نقص الفيتامينات والمعادن
العناصر الدقيقة (الفيتامينات والمعادن) أساسية للنمو، ففي غياب كمية كافية من فيتامين “أ”، يكون الأطفال في غزة عرضة لتدهور البصر، ونقص الزنك يجعل من الصعب على الأطفال زيادة وزنهم.
قلة الحديد، المتوفر بشكل أسهل في اللحوم، تؤدي إلى فقدان الطاقة وضعف القدرة على التركيز، والأطفال الذين لا يحصلون على الفيتامينات والمعادن الأساسية، تصبح مناعتهم أضعف، فيصبحون أكثر عرضة للعدوى مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحمى.
المساعدات الجوية غير كافية
أشارت إسرائيل إلى أنها ستسمح للدول الأجنبية بإسقاط مساعدات من الجو إلى قطاع غزة، لكن هذا النوع من المساعدات غير كافٍ بتاتاً لسكان غزة، فكل طائرة لا تحمل سوى كمية أقل من حمولة شاحنة واحدة تدخل من البر، كما أن هذه الإسقاطات الجوية تشكل خطرًا على الأشخاص الموجودين على الأرض.