في سياق التصعيد المستمر من جماعة الحوثي عبر الهجمات البحرية والصاروخية باتجاه إسرائيل، فضلاً عن خرق التهدئة مع القوات الحكومية، وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى طهران يوم الأحد. تأتي هذه الزيارة في إطار محاولات استقطاب ضغوط إيرانية تهدف إلى تقليص تصعيد الحوثيين.
زيارة لطهران
أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن جولة قبل يوم من وصوله إلى طهران، حيث زار العاصمة العمانية مسقط وصنعاء، للقاء قادة الحوثيين. يهدف هذا التحرك إلى استئناف مسار السلام وحث الجماعة على وقف التصعيد الإقليمي، فضلاً عن المطالبة بإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وكشف بيان صادر عن مكتب غروندبرغ أن زيارة طهران تأتي كجزء من سلسلة اجتماعات إقليمية تسعى لتعزيز السلام في اليمن. كما يتوقع المراقبون أن يسعى المبعوث الدولي للحصول على ضمانات من طهران بالضغط على الحوثيين لإطلاق سراح المعتقلين وتحجيم التصعيد.
جهود للسلام
خلال زيارته لصنعاء، دعا غروندبرغ الحوثيين لضبط النفس والتقليل من التصعيد، مشدداً على أهمية إطلاق سراح المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وأعرب عن تصميمه على حماية التقدم الذي تم إحرازه في خطة السلام اليمنية، والتي شهدت تجميداً بعد تصعيد الجماعة البحري في نهاية 2023.
وأكد المبعوث أنه أجرى مناقشات مع كبار القادة الحوثيين لتجديد المشاركة في العملية السياسية، مع التركيز على معالجة التحديات وإمكانية تعزيز السلام في سياق الأوضاع المعقدة في المنطقة.
تصعيد بحري
في ظل هذه المساعي الأممية، واصل الحوثيون تصعيدهم البحري مشيرين إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” عبر عدة صواريخ مسيرة، وسط اتهامات من القوات الحكومية بخرق التهدئة وشن هجمات في عدة جبهات عسكرية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن العملية استهدفت الحاملة ولزمت تسع ساعات، زاعماً تحقيق أهداف عسكرية دفعتها لمغادرة المنطقة. ومن جهتها، واجهت الجماعة المدعومة من إيران ضربات غربية وإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وغيرها، نتيجة تصعيدها المستمر.
هجمات ميدانية
في الميدان، كبدت القوات الحكومية الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقاً للإعلام العسكري. المقاومة كانت قوية في جبهات مأرب والجوف وتعز، حيث أفشلت القوات الحكومية عدة هجمات للحوثيين.
وتمكنت القوات في مأرب من التصدي لاعتداءات الحوثيين المنفذة بالمدفعية والطيران المسير، في حين أحبطت القوات في الجوف محاولات تسلل وأجبرت الحوثيين على التراجع، مسجلة بذلك تقدماً على الأرض.
كما قوبلت الهجمات الحوثية في تعز بمقاومة فعالة، حيث تمكنت القوات الحكومية من إفشال عدة محاولات للتسلل، وسط استمرار القصف المدفعي على مواقع الجيش.