الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

عون يبدأ استشارات لتسمية رئيس الحكومة الجديد في لبنان

انطلقت صباح اليوم الاثنين الاستشارات النيابية التي يجريها الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون، تمهيداً لتسمية شخصية جديدة تتولى تشكيل حكومة جديدة، في وقت تواجَه فيه البلاد تحديات كبيرة تتطلب استجابة عاجلة.

منافسة مرتقبة

تتركز المنافسة على منصب رئيس الحكومة بين النائب السابق والرئيس الحالي لحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والدبلوماسي المخضرم نواف سلام، الذي يشغل حالياً منصب رئيس محكمة العدل الدولية في لاهاي، ويحظى بدعم القوى السياسية المعارضة لـ”حزب الله”، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد ميقاتي، في تصريحات أدلى بها على هامش جلسة انتخاب الرئيس، استعداده للعودة إلى المنصب إذا اقتضت الضرورة لخدمة لبنان.

خلفية سياسية

ترأس ميقاتي حكومة تصريف الأعمال خلال فترة جاوزت السنتين من شغور الرئاسة، ما شهدته البلاد من تفاقم للأزمة الاقتصادية وحرب مدمرة بين “حزب الله” وإسرائيل. يحظى ميقاتي بعلاقات جيدة مع عدد من القوى السياسية داخلياً، بالإضافة إلى ارتباطه بعلاقات خارجية قوية.

على الجانب الآخر، أعلنت قوى معارضة، تشمل كتلة القوات اللبنانية وكتلاً صغيرة أخرى، دعمها للنائب فؤاد مخزومي في سباق رئاسة الحكومة. إلا أنه، بعد مشاوراتٍ استمرت حتى ليل الأحد، سحب مخزومي ترشيحه صباح اليوم، مؤكداً أن تعدد المرشحين المعارضين قد يؤدي إلى خسارة الجميع.

دعم متزايد لسلام

من جهة أخرى، أعلن النائب المعارض إبراهيم منيمنة أيضاً سحب ترشيحه لصالح نواف سلام. وأكد مخزومي أن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم لتلبية تطلعات العهد الجديد الإصلاحية.

كما أعرب خصوم “حزب الله” والمعارضون لترشيح ميقاتي عن اعتقادهم أنه يمثل جزءاً من المنظومة السياسية التي هيمنت عليها الحزب. وصرّح زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن “عهدًا جديدًا بدأ”، مشيراً إلى أن ميقاتي كان جزءًا من المجموعة السابقة.

تحديات الحكومة المقبلة

لم تعلن بعد جميع الكتل النيابية عن هوية المرشح الذي ستدعمه. وفقاً للنظام اللبناني، سيتولى رئيس الجمهورية تسمية رئيس الحكومة الجديد بالتشاور مع رئيس البرلمان بعد الاطلاع على نتائج الاستشارات.

من الجدير بالذكر أن تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة لا يعني ولادتها الفورية، حيث غالبًا ما تستغرق هذه العملية أسابيع أو حتى أشهر بسبب الانقسامات السياسية والمطالب المتبادلة.

الخطط المستقبلية

في خطاب القسم الذي ألقاه بعد أدائه اليمين الدستورية، أعلن الرئيس عون بدء “مرحلة جديدة للبنان”، مشدداً على أهمية تنفيذ إصلاحات عاجلة في ظل تغييرات إقليمية متسارعة وتقلص نفوذ “حزب الله” بعد المواجهات الأخيرة مع إسرائيل.

ستواجه الحكومة المقبلة تحديات كبرى، من بينها عمليات إعادة الإعمار بعد الحرب الأخيرة، وتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار، والالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الجنوبية.

بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية تنفيذ إصلاحات اقتصادية لإنعاش الاقتصاد اللبناني المتعثر بعد سنوات من الانهيار. الجهود لتحقيق ذلك ستكون حجر الزاوية في مسيرة الحكومة المقبلة نحو استعادة الاستقرار والنمو.

اقرأ أيضا

اخترنا لك