أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على التزام لبنان بالجهود الدبلوماسية والدعم العربي لتحقيق حرية أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن بلاده لن تصبح منصة للهجمات ضد الدول الصديقة، مبرزاً أهمية مصلحة لبنان فوق أي اعتبار.
دعم عربي لمصلحة لبنان
جاءت تصريحات الرئيس عون خلال استقباله للسلك الدبلوماسي العربي برئاسة السفير الفلسطيني، أشرف دبور، ووفد من الرابطة المارونية. في بداية اللقاء، قدم السفير دبور تهنئته للرئيس عون بانتخابه، معبراً عن أمله في خروج لبنان من أزماته الراهنة وسط استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب.
وشدد دبور، ممثلاً للوفد العربي، على دعم الدول العربية للبنان في هذه المرحلة، وبرزت تأكيداتهم على أهمية استكمال الاستحقاقات الدستورية، مثل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. وأعرب عدد من السفراء عن تأييدهم لخطة النهوض التي يسعى لبنان لتحقيقها، معربين عن أملهم في استعادة لبنان لدوره الفاعل في محيطه.
الشكر للدول العربية
شكر الرئيس عون الدول العربية على دعمها المستمر للبنان، وأشار إلى دور كل من السعودية وقطر ومصر في جهود إنهاء الشغور الرئاسي. وذكر بموقف الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي اعتبر لبنان “شرفة العرب”، مجدداً التزامه بأن لبنان لن يكون منصة لهجمات ضد الدول الشقيقة.
كما أوضح الرئيس عون أن صيغة التوافق داخل المجتمع اللبناني ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، مشدداً على أن كل الدول العربية مترابطة وتؤثر في بعضها البعض.
مسؤولية النازحين السوريين
في إطار لقائه مع وفد الرابطة المارونية، تحدث الرئيس عون عن أهمية عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، مشيراً إلى أن استمرار وجودهم يُسهم في ارتفاع مستويات الجريمة في لبنان. ودعا إلى تعزيز الجهود نحو إعادة بناء البلاد، مع التأكيد على أن مصلحة لبنان تظل فوق كل اعتبار.
وذكر عون بالقول الشهير للإمام المغيب، السيد موسى الصدر، حول أهمية الطوائف، مشدداً على ضرورة اعتبار الدولة اللبنانية هي الحامية لجميع الطوائف دون استثناء.
إرساء أسس الدولة الحديثة
وأكد الرئيس على أهمية بناء دولة حديثة تأسس على المساواة بين المواطنين، وشدد على الحاجة لإصلاحات شاملة في المجالات المالية والاقتصادية والقضائية، مما يسمح بتقديم المساعدة من الخارج. كما دعا اللبنانيين إلى تعزيز وحدتهم الداخلية، مناشداً إياهم العمل على تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية.
وشدد على أن ما يحدث في الجنوب يؤثر سلباً على جميع اللبنانيين، مؤكداً أن الدولة هي الكيان الذي يحمي جميع الطوائف، وأن الثقة والتعاون بين المجتمع اللبناني هما الأساس للمضي قدماً.
حرية التعبير والأمن
كما تناول الرئيس عون موضوع حرية التعبير، معتبراً إياها حقاً مقدساً شرط أن تُمارس بشكل سلمي. وعبّر عن رفضه لأي تجاوزات تهدد الأمن، مؤكداً أن حالات الاعتداء على العسكريين والمواطنين لن تُقبل بأي شكل، وأن الأمن يُعتبر خطاً أحمر على كافة الأراضي اللبنانية.