السبت 26 أبريل 2025
spot_img

عهد أمين الجميل: صراعات وتوازنات في لبنان

تاريخ حكم الرئيس أمين الجميل، الذي امتد من 1982 إلى 1988، يعتبر من أكثر الفترات صعوبة في تاريخ لبنان الحديث، حيث شهدت البلاد انقسامًا حادًا وصراعًا إقليميًا ودوليًا متزايدًا. بدأت فترة حكمه بعد الغزو الإسرائيلي لبيروت وإغتيال شقيقه الرئيس بشير الجميل، مما جعل المشهد السياسي متوترًا ومعقدًا للغاية.

في السنة التي تلت الغزو، حصل تحالف بين موسكو ودمشق لدعم وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، مما أدى إلى بدء «حرب الجبل» التي عمقت الفجوة بين الدروز والمسيحيين الموارنة. وفي عام 1984، أقدمت دمشق على دعم نبيه بري، رئيس حركة أمل، مما نتج عنه «انتفاضة 6 شباط» التي بدلت موازين القوى بين الطوائف اللبنانية.

تفجيرات 1983 وتأثيرها

عام 1983 شهد تفجيرات انتحارية استهدفت مقري «المارينز» و”الوحدة الفرنسية» في لبنان، مما أسفر عن مئات القتلى وساهم في انسحاب الدعم الغربي. على إثر ذلك، ولد حزب الله، الذي أصبح لاحقًا اللاعب الأبرز في لبنان، خاصة بعد وراثته للدور السوري. كما سعت سوريا خلال فترة حكم الجميل لإبرام اتفاق سلام بين الميليشيات، إلا أن «الاتفاق الثلاثي» انهار، مما فتح الباب لمزيد من الحروب والجولات التفاوضية.

في خضم هذه الأزمات، أظهر الجميل إصرارًا على عدم الاستسلام للمحاولات الهادفة لتقويض سلطته. سعى لتعزيز العلاقات مع الغرب والاعتدال العربي، وفي طليعتها، العلاقة مع السعودية، حيث أكد على الروابط القوية التي تجمعه بالملك فيصل والملك سلمان.

أهمية العلاقات مع السعودية

وعن علاقته بالمملكة العربية السعودية، تحدث الجميل بفخر عن معرفته بكل الملوك السعوديين، مشيرًا إلى أن “السعودية هي الأخ الأكبر للبنان”. وأكد أن المملكة لم تتخلَ يومًا عن دعم لبنان في الأوقات الصعبة، حيث زودته بكل أشكال الدعم المعنوي والاجتماعي.

وذكر الجميل واقعة مثيرة توضح عمق علاقته مع الملك سلمان، حيث حدثه عن زياراته السابقة له حين كان أميرًا للرياض. وأشار إلى أن الملك كانت لديه وسائل متطورة جدًا للاتصالات حتى في الصحراء، وعبّر عن وده واحترامه له.

العلاقة بالصدام حسين

تحدث الجميل عن علاقته الوثيقة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة كانت قوية جدًا، وذكر أنه تلقى سيارة مصفحة من صدام بعد محاولة اغتياله. واضاف أنه زار العراق عدة مرات، حيث نشأت علاقة صداقة قوية مع صدام وفريقه، رغم توتر العلاقات بين الأخير ونظام الأسد في سوريا.

وصل الأمر إلى حد أن صدام طلب من الجميل التوسط لفهم موقف الولايات المتحدة قبيل بدء الحرب على العراق، حيث تم تنظيم لقاءات خاصة مع بعض الشخصيات لتجنب أي إحراج للإدارة الأمريكية.

التقارب مع القذافي

بدأت علاقة الجميل مع العقيد معمر القذافي في ظل توتر سياسي، لكنها تحسنت لاحقًا إلى درجة أعطت الجمال فرصة لحل مشكلات الزعيم الليبي. وحول ذلك، تحدث الجميل عن زيارته للقذافي حيث وعد الأخير بدعم لبنان في الشأن العربي والدولي.

كما أشار إلى حادثة كادت أن تؤدي إلى تصعيد سياسي حين ضاعت طائرته أثناء العودة من زيارة سرية للقذافي، مما أثار قلقًا واسعًا في بيروت.

انتقال العلاقات من القطيعة إلى التعاون

تنوعت علاقات الجميل مع القذافي، حيث إن التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بينهما توسع لاحقًا، خاصةً في القمم العربية التي شهدت مشاركة القذافي. وجرت محادثات عدة حول قضايا إقليمية كان له فيها دور بارز من أجل لبنان.

وفي النهاية، رغم كل التحديات والصعوبات، أوضح الجميل أنه يشعر بالارتياح لالتزامه بالمبادئ الوطنية، مشيدًا بتجربة ابنه سامي، وتطلعه لنجاح الحكومة الحالية في لبنان.

اقرأ أيضا

اخترنا لك