الخميس 27 مارس 2025
spot_img

علي يوسف في طهران لتعزيز العلاقات مع إيران

بدأ وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، زيارة رسمية إلى إيران، في خطوة تأتي بعد أيام فقط من زيارته روسيا، حيث تم الاتفاق على منحها قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر. هذه التحركات تثير مخاوف عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول غربية وعربية، من تعزّز نفوذ إيران في المنطقة، في ظل تراجع وجودها العسكري القوي في سوريا ولبنان إثر تداعيات الحرب في غزة.

لقاءات دبلوماسية

أفاد سفير السودان لدى إيران، عبد العزيز حسن صالح، لوكالة أنباء السودان الرسمية (سونا)، بأن وزير الخارجية المتوقع أن يلتقي نظيره عباس عراقجي وعددًا من المسؤولين الإيرانيين، مناقشًا التطورات في السودان، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وفي أكتوبر الماضي، استأنف السودان وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام ثماني سنوات، حيث كان الهدف من وراء ذلك هو البحث عن حلفاء في الصراع القائم مع “قوات الدعم السريع”.

اتهامات غربية وتصعيد عسكري

الجدير بالذكر، أن دولًا غربية اتهمت إيران بتقديم الدعم العسكري للجيش السوداني عبر أسلحة نوعية، التي ساهمت في استعادة السيطرة على مدينة أم درمان، ثاني كبرى مدن العاصمة الخرطوم، واعتبرت هذه الأفعال دليلاً على تصعيد الصراع في المنطقة.

هذه الديناميكية أثارت أسئلة حول الاتجاه المستعجل للجيش السوداني نحو إيران، حيث تسعى هذه التحركات إلى تحويل الصراع في السودان إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي، بينما يراقب الغرب هذا التطور بقلق متزايد.

مخاوف أمريكية

ردًا على إعلان السودان اتفاقه مع روسيا بشأن القاعدة البحرية، لم تصدر الإدارة الأمريكية الجديدة أي تعليق رسمي. ومع ذلك، توقع الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هدسون أن تكون هناك ردود فعل قوية إذا صحت هذه المعلومات، مشيرًا إلى أهمية أمن البحر الأحمر بالنسبة لأميركا.

كما أوضح المصدر العليم أن تحركات السودان تأتي كرسالة إلى الغرب والدول في المنطقة، مفادها أنها قادرة على التحرك وفق مصالحها عبر مختلف المحاور.

استمرار الدعم العسكري

زيارة وزير الخارجية السوداني إلى طهران بعد زيارته لموسكو تعكس نهجًا قديمًا في علاقات السودان، حيث اتجهت العديد من الحكومات السودانية السابقة نحو التعاون مع روسيا وإيران كلما ضعفت العلاقات مع الغرب. وتشير التوقعات إلى أن الزيارة قد تحمل مطالب بمواصلة الدعم العسكري، نظرًا لاستمرار الصراع في البلاد.

وفي حين يتولى الجيش السوداني زمام الأمور، أشار بعض المراقبين إلى أن الجنرال عبد الفتاح البرهان قد لا يمتلك السلطة لاتخاذ قرارات استراتيجية في غياب حكومة فاعلة، رغم وضع البلاد الحالي كحالة حرب.

ضغط غربى واستجابة سودانية

أعرب محللون عن أن تحركات السودان نحو إيران قد تكون بمثابة استجابة لضغوط الغرب، حيث يسعى الجيش السوداني إلى تحسين موقفه وسط ما يعتبره عدم اعتراف دولي بشرعيته.

وتعتبر هذه الخطوات بمثابة لعبة استراتيجية للضغط على الغرب، بينما ينظر كثيرون بعين الحذر إلى العلاقات المتنامية بين السودان وإيران، التي ستؤثر بالضرورة على الديناميكيات السياسية في المنطقة.

تغيير معادلات القوة

المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اللواء معتصم عبد القادر، اعتبر الزيارتين تحولًا استراتيجيًا للجيش السوداني، مما يعكس بدء علاقات جديدة مع المعسكر الشرقي وتراجع العلاقات مع الغرب.

هذا التطور يأتي في ظل معلومات حول دعم إيراني يتلقاه الجيش السوداني، مما يخلق توازنًا عسكريًا ضد قوات الدعم السريع، وهذا يعكس نفوذ إيران المتزايد وترتيبات جديدة في الساحة السودانية مع اقتراب الحرب من مراحل جديدة.

تحذيرات من التصعيد

من جهة أخرى، حذر المحللون من أن قوة الوجود الإيراني في المنطقة، خاصة إذا اقترن بعلاقات متزايدة مع الحوثيين، قد تهدد المصالح الغربية في البحر الأحمر.

كما بيّن بعض المراقبين أن اندفاع القيادة السودانية نحو إيران وروسيا قد يُعتبر تحديًا للسياسات الغربية، مما يُحتمل أن يؤدي إلى خطوات مضادة، بما في ذلك دعم “قوات الدعم السريع” التي تسعى لتكوين حكومة بديلة.

توقيع مذكرات تفاهم

من المقرر أن تتناول المناقشات بين الجانبين العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، حيث سيوقع الوزيران على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة استشارية بين الدولتين لتعزيز التنسيق الدبلوماسي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك