الأحد 23 مارس 2025
spot_img

عقود جديدة لتعزيز جاهزية محركات طائرات F-22 رابتور

منحت القوات الجوية الأمريكية شركة برات آند ويتني عقداً بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام، وذلك للحفاظ على حالة محركات F119 المستخدمة في طائرات F-22 رابتور. الإعلان عن هذا العقد، الذي صُنف كحزمة شاملة للصيانة، تم في 20 فبراير 2025، ويغطي أكثر من 400 محرك تشغل أعظم طائرات الحرب الأمريكية، والتي لا تزال تتصدر قائمة الأسلحة الجوية الحادة.

تفاصيل العقد

سيتولى قسم المحركات العسكرية في شركة برات آند ويتني، التابعة لشركة RTX، مهام الصيانة الشاملة، بدءاً من تغييرات الزيت وصولاً إلى الإجراءات الكبرى داخل ورش الصيانة في قاعدة تنكر الجوية في أوكلاهوما وقاعدة إلمندورف في ألاسكا، حيث تحلق طائرات الرابتور بالقرب من الحدود الروسية.

يشمل نطاق العمل صيانة المحركات، وتوفير قطع الغيار، وتنفيذ مجموعة من التحديثات لزيادة عمر المحرك الذي شهد نجاحات على مدار عشرين عاماً من الهيمنة.

برنامج عمر المحرك

من أبرز ملامح العقد هو برنامج عمر المحرك القائم على الاستخدام، والذي يستخدم بيانات حية لتوقع أعطال محتملة في الشفرات أو المحامل، مما يؤدي إلى تقليل فترة التوقف عن العمل وتوفير نحو 800 مليون دولار دافعة للضرائب عبر مدة البرنامج.

يتضمن العقد أيضاً تحديثاً لبرمجيات وحدة التحكم في المحرك، والذي يعزز من كفاءة الدفع ويحسن القدرة على المناورة لطائرة الرابتور، دون الحاجة إلى أي تعديل على المعدات نفسها. وأكدت جيل ألبرتلي، مديرة قسم المحركات العسكرية في برات، أهمية جاهزية المحركات كعنصر أساسي في الحفاظ على التفوق الجوي.

أرقام الطيران

لقد حققت محركات F119 بالفعل أكثر من 900,000 ساعة طيران منذ بدء العمليات الفعلية لطائرات F-22 في ديسمبر 2005، وهو ما يعادل الدوران حول خط الاستواء أكثر من 36,000 مرة. تحمل كل طائرة رابتور محركين من نوع F119، مما يعني أن العدد الكلي للمحركات الفعالة يصل إلى 366.

تحتفظ القوات الجوية الأمريكية بمخزون احتياطي من المحركات ليصل العدد الإجمالي إلى 507، بما في ذلك المحركات الاحتياطية المخزنة في قواعد مثل هيل في يوتا.

أداء المحرك وتحديات الصيانة

تعتبر هذه المحركات من الأعاجيب الهندسية، حيث ينتج كل منها نحو 35,000 رطل من الدفع، مما يمكّن طائرة الرابتور بوزن 60,000 رطل من الوصول إلى سرعة تفوق 2 ماخ أثناء الطيران مع استخدام الكابح. الانتشار القتالي لهذه الطائرات شمل المهمات في سوريا، حيث أسقطت قنابل موجهة على معاقل داعش، بالإضافة إلى الاعتراضات في الفضاء الجوي لألاسكا ضد طائرات قاذفة روسية.

تعتمد القوات الجوية على شبكة من الورش والمقاولين، حيث يتم تفكيك وإعادة بناء محركات F119 كل بضع آلاف من الساعات لاستبدال الأجزاء التالفة. وقد نُشرت سجلات الصيانة التي تؤكد الحفاظ على معدلات جاهزية تتجاوز 70% في السنوات الأخيرة.

تاريخ تطوير المحرك

تعود جذور تطوير محرك F119 إلى فترة الحرب الباردة، حيث بدأت القصة في عام 1983 بمشروع المقاتلة التكتيكية المتقدمة. قدمت برات آند ويتني تصميمها PW5000، والذي تطور ليصبح محرك F119. استمر هذا التنافس حتى أوائل التسعينيات، عندما أثبت المحرك قدرته خلال اختبارات الطيران ضد نظيره من جنرال إليكتريك.

في أبريل 1991، اختارت القوات الجوية الأمريكية محرك برات للقدرة على التحمل والتفوق في اختبارات التفكير، مما أدى لإنتاج محركات بأعداد ضخمة وصلت إلى 507 محرك في المنشأة الخاصة بالشركة.

التحديات المستقبلية

رغم التحديات السابقة، مثل ظهور علامات التعب في شفرات التوربينات، استمر استخدام F119 في ظل ارتفاع تكلفة برامج الأجيال القادمة من المقاتلات. وفي الوقت الذي توقفت فيه برامج الطائرات الجديدة عن التقدم، تظل طائرة F-22 رابتور الخطة المتاحة لمواجهة التهديدات الحيوية، بما في ذلك طائرات الصين وروسيا.

تتجاوز تكلفة الطائرات القادمة أكثر من 100 مليون دولار لكل طائرة، في حين تُظهر رابتور تفوقها بفضل تقنيات عملية الطيران دون الحاجة للتزود بالوقود، مما يمنحها ميزة استراتيجية على الساحة العالمية.

في النهاية، تعتبر الطائرات F-22 عنصراً حيوياً للحفاظ على المهارات القتالية للطيارين، وهو ما يضمن جاهزيتهم لمواجهة التحديات المستقبلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك