ازدهار صناعة الصواريخ الغربية
تشهد صناعة الصواريخ الغربية طفرة ملحوظة، حيث أبلغت الشركات الأميركية المتخصصة في إنتاج الصواريخ الهجومية وأنظمة الاعتراض الدفاعية عن زيادة كبيرة في حجم الطلبيات الجديدة.
وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، يسهم الطلب المرتفع على أنظمة “باتريوت” المضادة للصواريخ وصواريخ “ثاد” وصواريخ “سايدويندر” في استمرار نشاط كبرى شركات الدفاع مثل “لوكهيد مارتن” و”RTX”، في وقت تعاني فيه قطاعات أخرى من ركود.
وأعلنت “لوكهيد مارتن” مؤخراً عن زيادة بنسبة 11% في مبيعات قسم الصواريخ وأنظمة التحكم في الإطلاق خلال الربع الثاني، حيث يعد هذا القسم مسؤولاً عن تصنيع المنظومات الدفاعية المتقدمة.
زيادة الإيرادات والمطالبات العسكرية
كما سجلت إيرادات وحدة “رايثيون” التابعة لشركة “RTX” ارتفاعًا بنسبة 8%، مدفوعة بمبيعات معدات “باتريوت” ومنظومة “ناسامز” للدفاع الجوي.
وطلب الجيش الأميركي من شركة “لوكهيد” زيادة إنتاج صواريخ PAC-3 المستخدمة في بطاريات “باتريوت” إلى أربعة أضعاف، فيما تتوقع الشركة وصول الطلبيات المتراكمة إلى مستويات قياسية في عام 2023.
بلغ حجم الطلبيات المتراكمة لدى “رايثيون” 63.5 مليار دولار حتى نهاية يونيو، مدفوعة بعقود مع البحرية الأميركية لتوفير صواريخ SM-3 الموجهة وصواريخ AIM-9X Sidewinder.
طلب متزايد من الخارج
أفاد المدير المالي لشركة RTX، نيل ميتشل، بأن “الطلب قوي للغاية”، مشيرًا إلى استمرار المفاوضات مع العملاء الأوروبيين. وأضاف: “نستثمر حاليًا نظرًا لتعقيد المنتجات، حيث يتطلب العديد منها فترات تصنيع طويلة.”
لطالما خزنت الولايات المتحدة الصواريخ لتعزيز وجودها في منطقة المحيط الهادئ لمواجهة التحديات الصينية، ولكن القتال المستمر في أوكرانيا والشرق الأوسط استنزف المخزونات الغربية، وفقًا للباحث لويس رامبو.
وأوضح رامبو أن “الزيادة الأخيرة في الطلب، التي تشكل عبئًا على القاعدة الصناعية الأميركية، ناتجة عن صراعات غير متوقعة”، متسائلاً عما إذا كانت هذه الاستثمارات ستتحول إلى تمويل مستدام على المدى الطويل.
الشركات تواجه تحديات
وفي ظل هذه الطفرة، تواجه قطاعات أخرى في الصناعات الدفاعية الأميركية صعوبات. فقد صدمت “لوكهيد” المستثمرين بإعلانها عن خفض في القيمة بقيمة 1.8 مليار دولار لبرامج الطائرات المقاتلة والمروحيات.
تصدرت المسألة خسارة كبيرة من عقد تابع لوحدة Skunk Works، المسؤولة عن تصميم الطائرات المتقدمة، مسجلة خسارة بلغت 555 مليون دولار العام الماضي.
تواجه شركات تصنيع الطائرات تحديات تتعلق بتغير الطلبات وارتفاع تكاليف البحث والتطوير، بينما تكافح شركات بناء السفن للتحكم في تكاليف الإنشاء.
مشروع الدفاع الصاروخي
تحقق شركات صناعة الصواريخ مكاسب من مشروع “القبة الذهبية” للدفاع الصاروخي، الذي أطلق خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، والذي دعا إلى تعزيز القدرات الدفاعية للولايات المتحدة لحماية أراضيها من التهديدات الحديثة.
بينما لم تكشف وزارة الدفاع الأميركية عن تفاصيل تصميم نظام الدفاع الصاروخي، يمكن أن تعزز دعوة ترمب لتشغيل النظام قبل نهاية ولايته فرص كبرى شركات مثل “لوكهيد” و”RTX” لتوسيع أنظمة الاعتراض الصاروخي بسرعة.