السبت 19 أبريل 2025
spot_img

طائرات النقل العسكري الصينية Y-20 تصل إلى مصر.. ماذا تحمل؟

رصدت منصات مراقبة الطيران وصول 5-6 طائرات نقل عسكرية صينية من طراز Y-20 إلى الأجواء المصرية في منتصف أبريل 2025، وفقًا لبيانات منصة “فلايت رادار 24”. يُعتبر هذا الحدث مؤشرًا على تعميق التعاون العسكري بين بكين والقاهرة، وسط تساؤلات حول طبيعة الشحنة وأبعاد التمدد الصيني.

مواصفات الطائرة العملاقة

تُعد طائرة Y-20 “كونبينج” -المعروفة باسم “الفتاة الممتلئة” في الأوساط العسكرية الصينية- إحدى ركائز القوة الجوية الصينية. بدأت رحلتها الأولى عام 2013، ودخلت الخدمة الفعلية عام 2016 بقدرة حمولة تصل إلى 66 طنًا، ومدى يتراوح بين 4,500 و7,800 كيلومتر حسب الحمولة. تتميز بوجود محركات “شنيانغ WS-20” محلية الصنع، ما يعكس سعي الصين للاكتفاء الذاتي التكنولوجي.

أبعاد التعاون العسكري

تعزز هذه الخطوة مسار التعاون الدفاعي المتنامي بين البلدين، حيث تسعى مصر لتنويع مصادر تسليحها بعيدًا عن الموردين التقليديين. تشير تقارير 2024 إلى مفاوضات لشراء 12 مقاتلة من طراز J-10C الصينية، بينما سبق أن حصلت القاهرة على طائرات مسيرة من نوع “وينج لونج-1D”. يأتي هذا في وقت تواجه فيه مصر صعوبات في الحصول على أسلحة متطورة من واشنطن وموسكو.

قدرات إستراتيجية متعددة

لا تقتصر أهمية Y-20 على النقل العسكري، حيث توجد نسخ منها مزودة بأنظمة التزود بالوقود جويًا (Y-20U)، وأخرى قيد التطوير للإنذار المبكر (KJ-3000). تتيح خصائصها الفنية العمل من مدارج غير معبدة، ما يجعلها مناسبة للمهام في المناطق النائية. سبق أن استُخدمت في إرسال مساعدات طبية خلال جائحة كوفيد-19، ونقل أنظمة صواريخ إلى صربيا عام 2022.

تداعيات جيوسياسية

يُشكل هذا التطور تحديًا للنفوذ الأمريكي في منطقة تمثلها مصر كحليف تقليدي منذ اتفاقيات كامب ديفيد 1979. مع تعثر صفقات الأسلحة الأمريكية المتقدمة مثل مقاتلات F-35، تظهر الصين كبديل جاذب بتقديمها حلولًا أقل تكلفة وأقل شروطًا سياسية. يُنظر إلى هذه الخطوة ضمن سياق أوسع يشمل تعزيز بكين لوجودها في أفريقيا عبر مبادرة الحزام والطريق.

منافسة التكنولوجيا العسكرية

رغم تشابه Y-20 مع نظيرتها الأمريكية C-17 “جلوبماستر”، إلا أن الأخيرة تتفوق بقدرة حمولة تصل إلى 77 طنًا. تعمل الصين على سد الفجوة عبر إنتاج 67 طائرة بحلول 2023، مع توقعات بتجاوز 100 وحدة بحلول 2032. يُبرز التحول إلى المحركات المحلية والتقنيات الحديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، التقدم الصيني في مجال الصناعات الدفاعية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك