الأحد 3 أغسطس 2025
spot_img

طائرات الألياف الضوئية.. مواجهة حديثة للحرب الإلكترونية

spot_img

تهديد الطائرات المسيرة وعالم الحرب الإلكترونية

في إطار مواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة، يُسجّل تحول ملحوظ في الاستثمارات العالمية نحو تقنيات الحرب الإلكترونية. وسلّطت الأضواء على هذه التكنولوجيا بعد أن استخدمت روسيا طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية في هجمات متفرقة، مما أثار قلق أوكرانيا وحلفائها.

وخمّن الخبراء أن هذه الابتكارات قد تمثّل تهديدًا جديدًا يتطلب استراتيجيات مبتكرة لمواجهته، نظرًا لقدرتها على تجاوز تشويش الأنظمة التقليدية.

تطور الحرب الإلكترونية

من جانبه، أشار خبير تكنولوجي بريطاني، ديفيد هامبلينج، إلى أن الحرب الإلكترونية تمكّنت من إسقاط العديد من الطائرات المسيرة، وتوفير حماية فعالة للأهداف الاستراتيجية. لكنه حذّر من أن تقنيات التشويش التقليدي قد تكون أقل فعالية ضد الطائرات التي تعمل بالألياف الضوئية.

أضاف هامبلينج، في حديثه لموقع “الشرق”، أنه يجب على الدول كتطوير استراتيجيات جديدة فعّالة في هذا السياق.

أساليب التحكم بالطائرات المسيرة

وفي جانب آخر، أكد الخبير العسكري أندرو فوكس أن التحكم بالطائرات المسيرة يتمّ عادةً عبر تقنيات متعددة، من بينها ترددات الراديو، والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية.

وأوضح فوكس أن الطائرات التي تعتمد على ترددات الراديو تواجه تحديات من حيث التشويش، بينما تتيح الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية تغطية عالمية لكنها تعاني من التأخير في الاستجابة.

كما تمكّن الملاحة الذاتية الطائرات المسيرة من العمل عبر مسارات مسبقة البرمجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها مناسبة في بيئات النزاع التي تعاني من نقص أنظمة تحديد المواقع العالمية.

أهمية الدفاع ضد الطائرات المسيرة

أصبح من الضروري تطوير استراتيجيات دفاعية لمواجهة الطائرات المسيرة، نظرًا لقدرتها على تحقيق خسائر كبيرة في ساحة المعركة، حيث تسببت في حوالي 60 إلى 70% من الخسائر في أوكرانيا.

وعُرف أن الطائرات المسيرة الصغيرة تُلحق أضرارًا تفوق ما تُسجله أنواع الأسلحة الأخرى مجتمعة. وفي ضوء هذه التهديدات، تعمل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على تطوير استراتيجيات فعّالة للتصدي للمركبات غير المأهولة.

التحديات الكبيرة أمام الدفاعات

أشار هامبلينج إلى أن العدد الكبير من الطائرات المسيرة يمثل أكبر تحدٍ في هذا المجال. فقد يكون من السهل التصدي لطائرة واحدة، لكن عند مواجهتها بأعداد ضخمة، تصبح الدفاعات أقل فعالية.

وهنا يتضح الفارق بين الإنتاج العسكري ومدى التهديدات، حيث تُنتج الولايات المتحدة حوالي 700 صاروخ من طراز باتريوت سنويًا، بينما تطلق روسيا أكثر من 700 طائرة مسيرة في ليلة واحدة فقط.

التشويش الإلكتروني والعمليات العسكرية

تتأثر عمليات ربط الأوامر بالطائرات المسيرة بشكل كبير من خلال أنظمة التشويش الإلكتروني، حيث يمكن أن تُعطل هذه الأنظمة الاتصال بين المشغل والطائرة بشكل فعّال.

تشير التقارير إلى أن التكنولوجيا الحالية لم تعد كافية، حيث بدأت الطائرات المسيرة القادرة على الوصول إلى الألياف الضوئية تُحدث تغييرات واضحة في ديناميكيات المعركة.

خصائص الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية

تتميز الطائرات المسيرة التي تعمل بالألياف الضوئية بقدرتها على توفير اتصالات آمنة وسريعة. فهي توظّف كابلًا دقيقًا يتيح لها الطيران لمسافات طويلة تتراوح حتى 20 كيلومترًا.

فوكس أكد أن هذه الطائرات توفر فترة طيران أطول، كما تقدم بيانات فيديو محسّنة وتحقق زمن وصول أقل في نقل المعلومات.

استخدام الطائرات في الحرب والمراقبة

وفقًا للمحلل العسكري، تُستخدم الطائرات المزودة بالألياف الضوئية أساسًا لأغراض الاستطلاع والمراقبة في بيئات النزاع، حيث توفر دقة عالية في جمع المعلومات.

يُعتبر التكتيك الروسي لاستخدام هذه الطائرات لاستهداف المركبات المتحركة مثالًا واضحًا على فعالية هذه التكنولوجيا.

إنتاج الطائرات المسيرة

على الرغم من وجود بعض الطائرات المسيرة المصنعة في الصين، تُجمع معظم الطائرات المزودة بالألياف الضوئية في روسيا وأوكرانيا. وينبغي الإشارة إلى أن الشركات المتخصصة تسعى حاليًا لتقليل اعتمادها على المكونات الصينية.

في الأخير، تبقى الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية من بين التطورات الأحدث في ساحة المعركة، مما يعكس أهمية هذه التكنولوجيا في النزاعات الحديثة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك