تتزايد التهديدات الأميركية بالانسحاب من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، حيث أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، خلال زيارته إلى الهند، أن واشنطن قد تتخلى عن العملية ما لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق. واعتبر أن الوقت قد حان للبلدين ليقولا نعم للفرص المطروحة.
ردود فعل بريطانية
في سياق متصل، أكدت الحكومة البريطانية أن أوكرانيا هي من تقرر مستقبلها، وذلك رداً على تصريحات نائب الرئيس الأميركي. وأشار المتحدث باسم رئيس الحكومة كير ستارمر إلى أن أوكرانيا لن تُترك وحدها في مواجهة التحديات، متعهدًا بالاستمرار في دعمها.
جاءت تصريحات فانس بعد إلغاء وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مشاركته في اجتماع لندن. وقد اعتُبرت هذه الخطوة إشارة إلى إحباط إدارة ترمب من وتيرة المحادثات، مع ضغط إضافي على الأطراف المعنية. كما غاب المبعوث الخاص لترمب، ستيف ويتكوف، عن الاجتماع، وقد سيتوجه لاحقاً إلى روسيا لمتابعة جهود السلام.
تأجيل المحادثات
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة البريطانية تأجيل المحادثات التي كانت مقررة في لندن لبحث السلام في أوكرانيا. وأفادت وزارة الخارجية بأن المحادثات لا تزال قائمة على مستوى المسؤولين، مع التأكيد على أهمية استمرارية الحوار.
رغم تأجيل اللقاءات، التقى دبلوماسيون من بريطانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وأوكرانيا بهدف تعزيز جهود التوصل إلى اتفاق سلام. وأكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن الاجتماع يركز على تصور وقف إطلاق النار وتأمين السلام على المدى الطويل.
توقعات منخفضة بشأن المفاوضات
بينما قللت المملكة المتحدة من التوقعات لتحقيق اختراق بارز، أكد دبلوماسيون أوروبيون أن آفاق إحراز تقدم في المباحثات لا تزال ضعيفة. وشددت التحليلات على أن الأمر يعود إلى أوكرانيا لتحديد ما إذا كانت مستعدة لمناقشة الشروط المطروحة.
في غضون ذلك، كشفت تقارير عن أن الاقتراح الأميركي لأوكرانيا يتضمن اعترافًا فوريًا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتجميد خطوط المواجهة، بالإضافة إلى إمكانية رفع العقوبات المفروضة على روسيا في المستقبل. وفي المقابل، يُتوقع أن تنهي موسكو الأعمال العدائية بينما لا تزال تتفوق عسكريًا على الأرض.
موقف أوكرانيا الثابت
عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن موقف بلاده الثابت، مشددًا على عدم اعتراف أوكرانيا بشبه جزيرة القرم كمنطقة روسية. وأكد أن أي نقاش حول المصير السياسي للأراضي الأوكرانية يسهم في تعزيز روسيا بصورة غير مباشرة ويعقّد فرص السلام.
في نفس الإطار، أعربت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو عن رغبة كييف في المفاوضات ولكن دون تقديم تنازلات. واعتبرت أن وقف إطلاق النار الشامل هو الخطوة الأولى الضرورية لإجراء أي محادثات مستقبلية.
التأكيدات الأوروبية
أكدت الرئاسة الفرنسية أهمية احترام وحدة أراضي أوكرانيا كشرط أساسي للاتحاد الأوروبي في المفاوضات. وأعرب الإليزيه عن رغبتهم في بناء نهج مشترك مع الولايات المتحدة لتقديمه للروس.
فيما يتزايد الضغط على كييف، يسعى المفاوضون الفرنسيون والبريطانيون والألمان لتحقيق أهدافهم في تعزيز موقف أوكرانيا خلال محادثات لندن، مع التركيز على ضرورة تضمين أي اتفاق لخطط ضمانات أمنية وموازنات لإعادة إعمار البلاد.
تحديات أمام المفاوضات
على الرغم من الضغوط الأميركية، يتعاون القادة الأوروبيون بشكل أكبر اليوم مقارنة بالاجتماعات السابقة التي استبعدت أطرافًا حيوية. ويرى خبراء أن أوروبا تمتلك نفوذًا بناءً على الأصول الروسية المجمدة، في حين أن التحديات التي تواجه الحكومة الأوكرانية لا تزال جلية.
مع تزايد الضغوط الأميركية والرغبة في تحقيق سلام سريع، ينظر المتابعون للموقف بقلق، حيث يشعر الكثيرون بأن أوكرانيا قد تضطر إلى تقديم تنازلات مؤلمة دون تحقيق مكاسب كافية من أجل استعادة حقوقها السيادية.
أهمية اتفاق للسلام
في الختام، تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف حتى يتسنى استعادة السلام في المنطقة. ويُتوقع أن تناقش واشنطن التفاصيل المتعلقة بالمقترحات الأميركية خلال الأيام المقبلة، بينما يتوقع المحللون أن النتائج ستكون لها آثار عميقة على مستقبل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.