تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضغطها المكثف على نظيرها الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لحثه على تسريع الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع القائم مع روسيا. ومع تزايد الضغوط، أصبح مستقبل كييف يبدو أقل وضوحًا، خاصة بعد محاولات زيلينسكي إعادة بناء العلاقة مع ترمب عقب لقائهما الذي وصف بالـ”كارثي” في المكتب البيضاوي.
وقف الدعم العسكري
في إطار توسيع نطاق الضغط، أقدمت إدارة ترمب يوم الجمعة على اتخاذ قرار بوقف تزويد الجيش الأوكراني بصور الأقمار الصناعية. وكانت المعلومات قد أفادت بأن القوات الأوكرانية تعاني من محاصرة شبه كاملة في منطقة كورسك الروسية، بينما نجحت القوات الروسية في استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي تقدمت إليها أوكرانيا في هجومها المباغت الصيف الماضي.
خلال تصريحاته، أبدى ترمب استعداده لفرض عقوبات جديدة على روسيا، مشيرًا إلى أنها ستكون “واسعة النطاق” حتى يتم التوصل إلى اتفاق للتهدئة. وعلى الرغم من ذلك، عاد ليؤكد ضعف موقف كييف، مؤكدًا خلال المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض أن “بوتين يفعل ما قد يفعله أي شخص آخر. إنه يريد إنهاء هذه الحرب”، مشيرًا إلى أن روسيا “لديها كل الأوراق.”
دعوات لفرض عقوبات
في غضون ذلك، جدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي دعوته إلى فرض عقوبات أشد على روسيا. وأكد أهمية حماية الأرواح وتعزيز الدفاعات الجوية للبلاد في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة.
ورداً على هذه التطورات، أشار مسؤول أوروبي متابع لقدرات الحلفاء إلى صعوبة قدرة الدول الأوروبية على تعويض الفجوة الناتجة عن وقف دعم الولايات المتحدة. ويبدو أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يتفوق بشكل كبير على نظرائه الأوروبيين، لا سيما في مجالات تكنولوجيا الأقمار الصناعية والتحليل.
عواقب وقف الدعم
كما أبدت بعض التحليلات قلقها إزاء إلغاء تبادل المعلومات الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية، مشيرة إلى أن هذا القرار يمكن أن يكون له تداعيات سلبية على الأمد القريب. ومن الممكن أن تستغرق تأثيرات تخفيض المساعدات العسكرية بضعة أشهر، بينما قد تكون عواقب وقف المعلومات الاستخباراتية فورية.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير ماركو روبيو شدد على التزام الرئيس ترمب بتحقيق السلام العادل في أوكرانيا من خلال المفاوضات، وذلك بالتعاون مع فرنسا. وفي هذا السياق، أجرى روبيو مكالمات مع نظرائه الفرنسي والأوكراني لمناقشة سبل إنهاء النزاع.
تأثيرات سلبية على الأوكرانيين
بدوره، أكد أحد مسؤولي حلف شمال الأطلسي أن واشنطن اعتبرت وقف شحنات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية “إجراء مؤقت” حتى تحقق المحادثات تقدمًا. رغم ذلك، ذكرت تقارير أن الولايات المتحدة قد طلبت من المملكة المتحدة وقف تبادل بعض المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا.
في الوقت ذاته، اعترفت أوكرانيا بوجود أوضاع صعبة للغاية على الجبهات الشرقية والغربية، مستشهدة بخسائرها المحتملة فيما يتعلق بأراضيها. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استعادت عددًا من القرى من قبضة القوات الأوكرانية.
أرقام الضحايا في الهجمات الروسية
تواصل روسيا شن هجماتها، حيث قُتل 12 شخصًا على الأقل جراء الهجمات الروسية الأخيرة، بينما أصيب 30 آخرون، من بينهم خمسة أطفال في هجوم على مدينة دوبروفيليا. وأكدت وزارة الداخلية الأوكرانية أن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تسببت بأضرار كبيرة للبنية التحتية.
إجمالًا، تظهر الأحداث تصعيدًا كبيرًا في الصراع القائم، مما يسلط الضوء على ضرورة تواصل الجهود الدولية نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة.