الأحد 16 مارس 2025
spot_img

صاروخ GÖKSUR.. تركيا تنجح في اختبار نظام دفاعها البحري الجديد

اتخذت تركيا خطوة جديدة لتعزيز قدراتها الدفاعية البحرية من خلال النجاح في إطلاق أول اختبار لنظام الدفاع الصاروخي “GÖKSUR”. في 16 فبراير، أجرى زورق البحرية التركية “TCG BEYKOZ” الاختبار قبالة سواحل مدينة سينوب شمال تركيا.

نظام GÖKSUR للدفاع

جاء تطوير نظام “GÖKSUR” نتيجة تعاون بين شركة الدفاع “ASELSAN” ومؤسسة “TÜBİTAK SAGE”، ليكون عنصرًا رئيسيًا في نظام الدفاع الجوي البحري الذي يعرف بـ “الدرع الصلب”. صُمم النظام لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة والهليكوبترات، مما يمثل قفزة هامة في قدرة تركيا على حماية أصولها البحرية من التهديدات الجوية المتزايدة التعقيد.


على عكس الأنظمة التقليدية للدفاع القريب مثل “CIWS” أو الحلول الصاروخية الحالية، يتميز نظام “GÖKSUR” بصاروخ موجه بواسطة نظام كاشف حراري متقدم مع روابط بيانات ثنائية الاتجاه، مما يسمح بالتوجيه في منتصف المسار ودقة أكبر أثناء الاشتباك.

تنوع منصات الإطلاق

يأتي النظام بتكوينات متعددة، من بينها نظام الإطلاق العمودي “GÖKSUR 100-N”، ونظام القاعدة الثابتة “GÖKSUR 100-N/StA”، وتكوين جديد يضم 20 صاروخًا، مما يدل على نية تركيا تقديم حل دفاعي مرن وقابل للتعديل لأسطولها البحري المتزايد.

لقد جذبت “GÖKSUR” بالفعل الانتباه في الأوساط الدفاعية الدولية، حيث كان له ظهور ملحوظ في معرض “EURONAVAL 2024” في باريس. يتيح الهيكل القابل للتعديل التكامل السلس مع مختلف الفرقاطات والطرادات، سواء كنظام مستقل أو متصل بشبكة إدارة القتال الخاصة بالسفينة.

تحسين القدرات الإستراتيجية

من منظور استراتيجي، تعكس مقدمة “GÖKSUR” الطموحات الأوسع لتركيا في تقليل الاعتماد على الأنظمة الدفاعية الأجنبية، وتوضيح نفسها كلاعب رئيسي في سوق الدفاع البحري العالمي.

يظل التساؤل قائمًا حول أداء النظام في الصراعات عالية الكثافة وكيف سيكون أداؤه مقارنةً بمنافسين مثل “C-Dome” الإسرائيلي أو الحلول القائمة على “Phalanx” الأمريكية. ولكن إذا أثبتت نتائج الاختبار فعاليتها، فقد تضيف تركيا طبقة جديدة وقوية إلى عقيدتها الدفاعية البحرية المتطورة.

ميزات تفرد نظام GÖKSUR

يمكن مقارنة نظام “GÖKSUR” بحلول الدفاع القريب الأخرى لتسليط الضوء على مميزاته الفريدة وتحدياته. يمثل “C-Dome” تحديثًا لنظام “الدرع الحديدي” والذي يُستخدم أساسًا لاعتراض التهديدات قصيرة المدى، بينما يُعتبر نظام “Phalanx” وسيلة قريبة تعتمد على مدفع قوي لتدمير الصواريخ القادمة.

في المقابل، يعتمد “GÖKSUR” على نظام دفاع صاروخي موجه بتقنية الأشعة تحت الحمراء، مما يُوفر مدى اشتباك أكثر تنوعًا ودقة أكبر خلال العمليات.

مرونة وتكنولوجيا متقدمة

إن تصميم “GÖKSUR” مع نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء يسمح له بتتبع الأهداف بكفاءة أكبر في بيئات الحرب الإلكترونية العالية، والتي قد تُضعف الأنظمة المستندة إلى الرادار مثل “Phalanx”.

من المتوقع أن يعتمد فعاليته في القتال الواقعي على مدى انسجامه مع الاستراتيجية الدفاعية البحرية العامة لتركيا ومدى مقارنته مع الأنظمة المماثلة من حيث تكلفة الفعالية وسهولة الاستخدام.

استثمار تركيا في الدفاع المحلي

تعكس استثمارات تركيا المتزايدة في صناعتها الدفاعية المحلية، والمتمثلة في تطوير نظام “GÖKSUR”، استراتيجية وطنية واسعة لتقليل الاعتماد على تقنيات الدفاع الأجنبية. تتصدر شركات مثل “ASELSAN” و”TÜBİTAK SAGE” هذه المبادرة، تدفع نحو الابتكار والاستقلالية في تصنيع الدفاع.

يُظهر نجاح “GÖKSUR” القدرة التكنولوجية المتزايدة لتركيا وقدرتها على المنافسة في سوق الدفاع العالمي. كما يسهم هذا التحول في تعزيز موقعها الجيوسياسي من خلال توفير أنظمتها المحلية لدول أخرى، مما يعزز نفوذها في الشرق الأوسط وأوروبا.

تحديات مستقبلية ونموذج متطور

مع تصاعد التوترات العالمية، يعد التأكيد على الاكتفاء الذاتي من الأولويات، إذ تسعى الدول لحماية نفسها من التهديدات المحتملة دون الاعتماد على الموردين الخارجيين. يمكن أن تُعرض “GÖKSUR” لدول الناتو أو الشركاء في المنطقة الذين يتشاركون في مخاوف أمنية مشتركة.

تتيح هذه القدرات الدفاعية المتزايدة لتركيا تعزيز أمنها البحري، خاصة في المياه المتنازع عليها مثل البحر الأبيض المتوسط، حيث يستمر مشهد الجغرافيا السياسية في التطور. علاوةً على ذلك، يمكن أن تعمل كعنصر ردع ضد القوى الإقليمية، مما يُبرز قدرة تركيا على الدفاع عن مصالحها دون الحاجة إلى دعم خارجي.

الابتكار وجيل جديد من الدفاع

تتميز تقنية “GÖKSUR” بميزاتها المتقدمة، مما يُعزز فعاليتها في بيئات القتال المتنوعة. النظام المزود بكاشف حراري يعتمد على درجة حرارة الأهداف، مما يساعده في تحديد التهديدات القادمة حتى في البيئات المعقدة.

يعزز نظام ربط البيانات ثنائي الاتجاه الموجود في “GÖKSUR” دقة النظام بفضل قدرته على تحديث مسار الصاروخ بعد الإطلاق، مما يزيد من احتمالية الاعتراض الناجح للتهديدات السريعة.

الإعدادات المستقبلية التفاعلية

يمكن أن تظل المرونة في خيارات التكامل، سواء من خلال الأنظمة العمودية أو القاعدة الثابتة، فائدة رئيسية، مما يسمح باستخدامها على أنواع مختلفة من السفن البحرية ذات المتطلبات التشغيلية المختلفة.

تُظهر القدرات المتطورة لنظام “GÖKSUR” أنه قد يُحدث تغييرًا في معايير نظم الدفاع القريب، خاصةً في البيئات البحرية المعقدة. يمكن أن تظل فعالية النظام في المناطق ذات التهديدات العالية مستندةً إلى مدى توافقه مع استراتيجيات الدفاع البحرية المتكاملة.

مع التوجهات المستقبلية، يُتوقع استمرار تحسين نظام “GÖKSUR” ليشمل تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، مما يُعزز القدرة على اتخاذ القرارات ويساهم في تحسين الفحص والتعرف على الأهداف في البيئات المزدحمة.

قد يشمل التركيز على زيادة نطاق نظام الدفاع، وتحسين الخوارزميات الخاصة بالاستهداف، لذا يُمكن أن تُعتبر “GÖKSUR” جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الدفاع البحرية التركية.

ختامًا، بمواصلتها لتعزيز التكنولوجيا الدفاعية، قد تسهم تركيا في توسيع قدرات “GÖKSUR” لتشمل تدابير مواجهة تهديدات جديدة مثل الصواريخ الفائقة السرعة أو تقنيات التخفي المتطورة، مما يُزيد من مكانتها كلاعب رئيسي في الصناعة الدفاعية العالمية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك