تعتزم تركيا تعزيز قوتها الجوية من خلال الحصول على أسلحة متقدمة لطائراتها من طراز يوروفايتر تايفون، حيث أفادت تقارير دولية حديثة أن الدعم الذي تتلقاه تركيا من ألمانيا يعد عاملاً حاسماً في إتمام هذه الصفقة المهمة.
دور ألمانيا في الصفقة
ولا يوجد امام تركيا ما يعوق حصولها على صفقة الأسلحة التي تشمل صاروخ “ميتيور”، والذي تشارك في تطويره -بشكل رئيسي- كلا من المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وتربطهم علاقات قوية مع أنقرة، وقامت ألمانيا في الآونة الأخيرة بتخفيف قيودها على صادرات الأسلحة إلى تركيا، مما يمهد الطريق لإنجاز هذه الصفقة الهامة.
أما فرنسا، فبدت أنها منحت موافقتها الضمنية على بيع محتمل لصواريخ “ميتيور” لسلاح الجو التركي، مما أثار ردود فعل قوية في أثينا حيث أعربت الحكومة اليونانية عن قلقها الشديد.
اجتماع وزير الدفاع اليوناني
في 29 يناير، اجتمع وزير الدفاع اليوناني نيكوس دندياس مع سفيرة فرنسا في أثينا لورنس أويير، عقب مشاورات مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير الخارجية جورجيوس جيرابيتريس. كان الهدف الرئيسي من الاجتماع هو طلب توضيح رسمي بشأن موقف فرنسا من الصفقة المزمعة.
Μετά τη σχετική ενημέρωση του Πρωθυπουργού κ. Κυριάκου Μητσοτάκη και του Υπουργού Εξωτερικών, κ. Γεώργιου Γεραπετρίτη, συναντήθηκα σήμερα στο ΥΠΕΘΑ με την Πρέσβη της Γαλλίας, κα Laurence Auer, από την οποία ζήτησα επίσημη ενημέρωση σχετικά με τις πληροφορίες για πώληση πυραύλων… pic.twitter.com/40XTNS9vyJ
— Nikos Dendias (@NikosDendias) January 29, 2025
وأشار دندياس عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس” إلى: “بعد المناقشات مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية، اجتمعت اليوم مع السفيرة الفرنسية في وزارة الدفاع الوطنية لطلب معلومات بشأن بيع محتمل لصواريخ ميتيور إلى تركيا”.
مخاوف اليونان
وفي سياق متصل، أكد أنه يتوجب على اليونان التصدي لهذا التطور، مشيراً إلى أنه يتعارض مع العلاقات الاستراتيجية الطويلة الأمد بين أثينا وباريس.
الضغط الأوروبي على الصفقة
في وقت سابق من هذا الشهر، أبدت السلطات اليونانية معارضتها الصفقة المحتملة وسعت لعرقلتها. ورغم أن فرنسا كانت تبدو منفتحة على رفض بيع الصواريخ، إلا أن الضغوط من المملكة المتحدة ساهمت في تخفيف موقف باريس.
Greece is trying to block the sell of meteor missiles to Turkey..
First: I don’t believe they will even sell the Eurofighter, let alone the meteor missiles..
Second: If they don’t sell, it wouldn’t change anything militarily, but it will prove the fact that they aren’t allies… pic.twitter.com/rxvBJNNCyW— Ismail (@Ismaelcurious) January 17, 2025
تبرز هذه التطورات المناورات الجيوسياسية المستمرة المرتبطة بصفقات الأسلحة المتقدمة وتثير تساؤلات حول كيفية تطور التحالفات الإقليمية استجابةً لتعزيز القدرات العسكرية التركية.
أثر الصواريخ على التوازن العسكري
تعارض اليونان بيع صواريخ “ميتيور” لتركيا لعدة أسباب منها التوترات التاريخية والاعتبارات الجيوسياسية والمخاوف العسكرية. فلكل من البلدين تاريخ طويل من التنافس يتمثل في نزاعات إقليمية في بحر إيجة، ومزاعم متنافسة حول المجال الجوي والمناطق البحرية، بالإضافة إلى قضية قبرص غير المحسومة.
أدت هذه التوترات إلى مواجهات عسكرية وسياقات قريبة من النزاع، مما زاد من عدم الثقة المتبادل بين أثينا وأنقرة. وتعتبر اليونان أن أي تعزيز لقدرات تركيا في القتال الجوي يشكل تهديداً مباشراً لأمنها الوطني.
الاستجابة للقدرات التركية المتزايدة
من الناحية الجيوسياسية، ترى اليونان أن تراكم القوة العسكرية التركية هو جزء من استراتيجية أوسع لفرض الهيمنة في شرق البحر الأبيض المتوسط. كما زادت السياسات الحازمة من مخاوفها، بما في ذلك استكشاف الطاقة في المياه المتنازع عليها، والرهانات العدائية في بحر إيجة، والتدخلات في ليبيا وسوريا.
ستعزز اقتناء صواريخ “ميتيور” بشكل كبير من تفوق تركيا الجوي، مما يغير التوازن الدقيق بين الحليفين في حلف الناتو. وتعتمد اليونان بشكل كبير على قواتها الجوية المتقدمة، لا سيما أسطولها من مقاتلات “رافال” المجهزة بهذه الصواريخ، للحفاظ على قدرتها الرادعة. سيثير السماح لتركيا باستخدام نفس القدرات القلق ويجعل أنقرة أكثر جرأة في نزاعاتها الإقليمية.
من الناحية العسكرية، يُعتبر صاروخ “ميتيور” محوريًا في قتال جوي بعيد المدى، حيث يتميز بقدراته طويلة المدى ونظام التوجيه المتقدم واحتمالية قتل عالية، مما يمكن الطائرات من التصدي لمقاتلات العدو قبل دخولها مناطق القتال.
المخاوف من تكامل الأسلحة
استثمرت اليونان في هذه الصواريخ لموازنة قوة تركيا المتزايدة، ولا سيما خطتها لاقتناء مقاتلات “F-16 Block 70”. وإذا حصلت تركيا على صواريخ “ميتيور” لطائرات اليوروفايتر أو أي منصة أخرى، فإن ذلك سيقلل بشكل كبير من قدرة اليونان على فرض ردع جوي، مما سيجبر أثينا على إعادة النظر في عقيدتها الدفاعية بالكامل.
بعيدًا عن الآثار التكتيكية الفورية، تشعر اليونان أيضًا بالقلق تجاه العواقب الاستراتيجية الأوسع لمثل هذه الصفقة. فهي تخشى أن أي ميزة عسكرية تُعطى لتركيا قد تشجع على اتخاذ موقف أكثر عدوانية في النزاعات الإقليمية، مما يزيد من احتمال وقوع مواجهات جوية أو حتى نزاع مفتوح.
بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمال تكامل تركيا لهذه الأسلحة في برامجها المحلية للمقاتلات أو مشاركة بيانات حساسة مع شركاء غير تابعين للناتو يثير المخاوف بشأن انتشار التكنولوجيا وتغير ديناميات التحالفات.
الضغط على الشركاء الأوروبيين
استجابةً لهذه العوامل، تُمارس اليونان ضغوطًا على شركائها الأوروبيين، لا سيما فرنسا والمملكة المتحدة، لمنع الصفقة، مشيرة إلى أنها لن تهدد فقط أمن اليونان، بل ستزعزع استقرار منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وتقوض تماسك الناتو.
يُعد صاروخ “ميتيور” أحد أكثر الصواريخ الجوية المتطورة على الإطلاق، صمم لإحداث ثورة في مصير الحرب الجوية من خلال تقديم قدرات غير مسبوقة في الاشتباك مع الأهداف السريعة والمناورة على مسافات شديدة البعد.
تطور بشكل أساسي بالتعاون مع الطائرات القتالية الأوروبية، يمثل “ميتيور” قفزة ملحوظة في التفوق الجوي بفضل نظام الدفع الفريد وتقنية الباحث المتقدمة، مما يميزه عن الأنظمة التقليدية مثل AIM-120 AMRAAM.
تستند مزايا “ميتيور” إلى نظام الدفع القابل للتعديل، مما يسمح للصاروخ بالحفاظ على طاقة عالية طوال رحلة الطيران. على عكس المحركات الصاروخية ذات الوقود الصلب التقليدية، التي تحترق بسرعة وتترك الصواريخ لتزحف نحو أهدافها، يمكن لـ “ميتيور” ضبط الدفع بشكل ديناميكي.
هذا يؤدي إلى منطقة بدون هروب ممتدة بشكل كبير، مما يمكّنه من مطاردة وإسقاط الأهداف المتحركة على مسافات تفوق الصواريخ الجوية التقليدية. وتُقدر مدى الفعالية لهذه الصواريخ بأكثر من 100 ميل (160 كم)، على الرغم من أن المواصفات الدقيقة تبقى سرية.
يستخدم “ميتيور” تقنية رادار نشط متقدمة، صُممت للتصدي للطائرات المعادية في بيئات حروب إلكترونية معقدة. تضمن هذه التقنية الحديثة، جنبًا إلى جنب مع التحديثات المتوسطة من منصة الإطلاق أو مستشعرات طرف ثالث عبر رابط بيانات ثنائي الاتجاه، أن يتمكن الصاروخ من التكيف مع مناورات الهدف وتكتيكات الاعتراض وتغييرات الوضع في الوقت الفعلي.
يمتلك الصاروخ رأس حربي شديد التفجير، مصمم لتحقيق أقصى فاعلية ضد المقاتلات والقاذفات المعادية وحتى صواريخ كروز. يستخدم فتاحة قرب معقدة لضمان الانفجار في النقطة المثلى خلال الاشتباك، مما يزيد من الأضرار المستهدفة ويقلل من فرص الخسارة.
يجمع تصميم الرأس الحربي وسرعة الطاقة الحركية العالية عند الإصطدام بين خصائص “ميتيور” ليصبح أحد أخطر الأسلحة الجوية المعروفة.
تمكنت عدة قوات جوية أوروبية وحليفة من ضمان تكامل “ميتيور” في برامجها، بما في ذلك الطائرات من طراز “يوروفايتر تايفون” و”داسو رافال” و”ساب Gripen E”. من المتوقع أن يحصل طراز “F-35” على تكامل “ميتيور” في المستقبل، مما يوسع من قدراته في الاشتباك بعيد المدى.
تظل أنواع مختلفة من “ميتيور” موضوعًا محميًا، ولكن تشير الدلائل إلى أن شركة “MBDA” تقوم بتطوير تحسينات وإصدارات محتملة لزيادة التكيف عبر المنصات والسيناريوهات القتالية المختلفة. قد تشمل هذه التحسينات تعديلات برمجية، أو تحسينات في تقنية الباحث، أو حتى تعديلات لزيادة المدى.
يمثل “ميتيور” تحولًا جيلًا في تكنولوجيا الصواريخ الجوية، مما يوفر لقوات الطيران المنضوية تحت لواء الغرب ميزة حاسمة في الاشتباكات بعيدة المدى.
تمكن “ميتيور” من معالجة التهديدات الجوية المتطورة، وتتكيف مع الظروف القتالية الديناميكية، وتقاوم التهديدات الحديثة في الحروب الإلكترونية، وهذا يجعله سلاحًا بارزًا في مشهد الصراعات الجوية المعاصرة.