في واقعة مثيرة للجدل، أطلق قاذف القنابل الاستراتيجي الروسي “تو-22إم3” في الأول من فبراير 2025 صاروخًا فائق السرعة مضادًا للسفن، وهو الصاروخ المعروف باسم “خ-22” (AS4 Kitchen) في تصنيفات حلف الناتو. كان الهدف المحدد للصاروخ هو إصابة موقع في أوكرانيا، إلا أن الصاروخ فقد مساره وسقط في منطقة ليبيتس الروسية، على بُعد مئات الكيلومترات من منطقة النزاع.
تفاصيل الحادث
ذكرت تقارير على منصة “X” أن الصاروخ انفجر في منطقة ييتس ليبيتس. تشير الفيديوهات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حدوث انفجار قوي، فيما بدأت التحليلات تقدم تفسيرات مختلفة لأسباب الحادث، بدءًا من فشل في نظام التوجيه إلى مشكلات في نظام الوقود.
مهما كان السبب الدقيق، فإن هذه الحادثة تسلط الضوء على قيود الصواريخ الروسية القديمة، والتي بالرغم من قدرتها على حمل رؤوس نووية، تعاني من مشكلات خطيرة في الدقة. تم تصميم “خ-22” في القرن الماضي لتدمير حاملات الطائرات والأهداف البحرية الكبيرة، وتعتمد في توجيهها على نظام توجيه قصير الأمد.
مشكلات الدقة
حسب البيانات المتوفرة، يقوم نصف صواريخ “خ-22” فقط بالإصابة ضمن دائرة نصف قطرها 600 متر من الهدف المحدد. يعتبر هذا الأمر كالرمي برمح نحو طائرة متحركة، مما يجعلها أكثر فعالية ضد الأهداف الضخمة الثابتة مثل مجموعات سفن الضرب أو المنشآت الكبيرة.
تفيد المصادر العسكرية الروسية بأن الصاروخ لا يزال فعالًا، لكن الواقع العسكري يعكس عكس ذلك: حيث انحرف العديد من الصواريخ عن مسارها، وسقط بعضها داخل الأراضي الروسية منذ بدأت روسيا تستخدم “خ-22” ضد الأهداف البرية الأوكرانية.
سجل حوادث الصواريخ
ليست هذه الحادثة الوحيدة من نوعها، ففي يناير 2023، سقط صاروخ روسي كان موجهًا للأهداف الأوكرانية في منطقة سكنية في بلغراد. وفي ربيع 2024، تم تسجيل حادث آخر في منطقة روستوف، حيث سقط صاروخ بالستي من نوع “إسكندر” في حقل ناءٍ.
بينما كانت واحدة من أبرز الحوادث قد وقعت في 19 نوفمبر 2024، عندما فقد صاروخ “كاليبر” الموجه المطلق من غواصة في البحر الأسود اتجاهه وسقط في المياه قبالة السواحل الروسية، مما تسبب في تلوث بيئي كبير.
مستقبل الأسلحة القديمة
استمرار روسيا في استخدام “خ-22” على الرغم من معروف سيئاته يوحي بأن ترسانتها تتناقص، وأن الصواريخ الحديثة إما غير كافية أو أن قيمتها لا تسمح بتعرضها للاستخدام بكثافة. كل حادث من هذا النوع يثير التساؤلات حول عدد الصواريخ التي ستخطئ أهدافها وتعود إلى البلد الذي أطلقها.
تتمتع صواريخ “خ-22” بتصميم يعود لعهد الحرب الباردة، حيث تعاني من مشكلات توجيه شديدة خاصة في البيئات العمرانية. يواجه نظام التوجيه مشاكل في تحديد الأهداف، مما يجعل الهجمات الدقيقة احتمالاً بعيد المنال.
حاسسًة الجائزة على الجانب، يتجاوز طول “خ-22” 40 قدمًا وزنه نحو 13,000 رطل عند الإطلاق، مما يجعله واحدًا من أكبر الصواريخ في الترسانة الروسية.
تكنولوجيا الصواريخ القديمة
يستخدم الصاروخ محركًا يدفع بسرعات تصل إلى ماخ 4.6، مما يجعل منه هدفًا صعبًا للأنظمة الدفاعية الحديثة، إلا أن الوقود السائل القابل للاشتعال الذي يحمله يسبب مشاكل لوجستية معقدة.
في المحصلة، يبقى استخدام “خ-22” مستمرًا في الترسانة الروسية، إلا أن وضعها في أي عمليات عسكرية يعد استهلاكا غير مدروس للمخزون المتبقي.