تواصلت تداعيات الخطاب المثير للجدل الذي ألقاه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في اليوم الأول من مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث قوبل برد فعل حاد من المستشار الألماني أولاف شولتس في اليوم الثاني. إذ اعتبر شولتس أن تصريحات فانس تمثل تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية لألمانيا.
انتقادات فانس لألمانيا
استغل فانس وقت كلمته الذي امتد لعشرين دقيقة في المؤتمر، لمهاجمة الدول الأوروبية، وتحديداً ألمانيا، حيث دعاها إلى التعاون مع اليمين المتطرف. وقد اعتُبرت كلمته بمثابة دعم لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، قبيل الانتخابات البرلمانية المرتقبة.
وأثار لقاء فانس مع زعيمة الحزب المتطرف أليس فيدل، في فندق مؤتمره، مزيداً من الاستياء بين الأوساط السياسية الألمانية. تم اللقاء رغم عدم دعوتها أو أي من أعضاء حزبها، مما اعتُبر تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية.
رد شولتس العنيف
في رده على فانس، اتهم شولتس الأخير بعدم فهم تاريخ ألمانيا، مشيرًا إلى التزام الألمان “بعدم تكرار ما حدث” في إشارة إلى حكم النازيين. وأكد أن هناك توافقاً بين الأحزاب السياسية الألمانية على ضرورة إبقاء اليمين المتطرف خارج الحكومة.
شدد شولتس على أن أي نصيحة تأتي من الخارج بشأن التعامل مع اليمين المتطرف مرفوضة، وعبّر عن رفضه لتدخلات خارجية تدعم الحزب اليميني المتطرف.
موقف الحزب المسيحي الديمقراطي
انتقد فانس أيضًا تصريحات زعيم الحزب “المسيحي الديمقراطي” المعارض فريدريش ميرتز. حيث قال إن أوروبا تحمي حرية التعبير، خلافًا لما ادعاه فانس، وتحدث عن ضرورة وجود أطر لمواجهة خطاب الكراهية. وردًا على فانس، أبدى ميرتز استعداده لمواصلة دعم أوكرانيا، مشددًا على ضرورة الحديث عن عضويتها في “الناتو”.
كان ميرتز قد عقد لقاءً مع فانس قبل يوم، ناقشا خلاله الدعم لأوكرانيا، بينما كان الغموض يحيط بخطة السلام الأميركية بشأن أوكرانيا والتي كان من المتوقع أن يقدم تفاصيلها فانس.
اجتماعات ومحادثات ثنائية
أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انزعاجه من استعداد ترمب للحديث مع بوتين قبل التحدث معه. وأعلن أنه لم يتلقَ ردًا على طلباته المتكررة للقاء ترمب، مشددًا على أن أوكرانيا لن تقبل بأي اتفاق سلام يُملى عليها.
كذلك، دعا زيلينسكي إلى ضرورة أن يكون للمشاركين الأوروبيين مكان على طاولة الحوار. ورغم اعترافه بعدم الثقة في الدعم الأميركي، أكد على ضرورة استعداد أوروبا لخلق جيش أوروبي قوي لحماية القارة، في حال تخلت واشنطن عن واجبها.
دور الصين في محادثات السلام
وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا جميع الأطراف المعنية في الصراع الروسي الأوكراني للمشاركة في محادثات السلام. وأعرب عن تقدير الصين لأي جهود تهدف إلى تهدئة الوضع وإنهاء الحرب.
من جانبه، أوضح شولتس أنه لا سلام في أوكرانيا من دون ضمان السيادة. وذكّر زيلينسكي أن الخطوات المشتركة للسلام تركّز على تأمين الاستقرار الدائم.
توقعات معقّدة في المحادثات
أشار مسؤولون أوروبيون إلى أن ما يُقدم في العلن من قبل الأمريكيين يختلف كثيرًا عما يتم مناقشته خلف الأبواب المغلقة. وأكدوا على أهمية الحفاظ على الشراكة عبر الأطلسي رغم التوترات الحالية.
واختتم دبلوماسي أوروبي رفيع بالتأكيد على ضرورة التحدث مع الأميركيين، إذ لا يمكن التملص من أهمية التعاون بين الجانبين في القضايا الأمنية.