الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

سوريون يبحثون عن مصير مفقودي النزاع في المقابر

شهدت مقبرة تل النصر قرب حمص في وسط سوريا مشهدًا مؤثرًا حيث جلست فيروز علي شاليش، والدة المعتقل محمد، تعبر عن ألمها بفراق ابنها الذي فقدته منذ مطلع نوفمبر الماضي. محمد، الذي لم يكن يتجاوز السابعة والعشرين من عمره، تم اعتقاله بعد أن داهم رجال الأمن منزله.

وفقًا لروايات شاليش، فإن قوات الأمن أطلقت النار على ابنها، مما أدى إلى إصابته في رجله قبل أن يتعرض لإطلاق نار إضافي مما أثر على مصيره الغامض. وقد عبرت الأم البالغة من العمر 59 عامًا عن معاناة عائلتها، مشيرة إلى أن محمد كان متزوجًا ولديه أربعة أطفال صغار.

مأساة الأم

تستذكر شاليش مشاعر طفلها الذي يسأل يوميًا عن والده: “ابنه الذي يبلغ من العمر عامين يأتي إلي ويستفسر: أين بابا؟”، وتؤكد أنها تُجيب بأنه سيعود في الغد ومعه بسكوتا.

لا يزال مصير آلاف المعتقلين والمفقودين متركزًا في ظلال النزاع السوري الذي اندلع عام 2011، والذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد الحكومة. ومع مرور السنوات، استمرت الاعتقالات التعسفية والعنف والتعذيب في السجون، وفقًا للمنظمات الحقوقية.

البحث عن الحقيقة

وأضافت شاليش أن قوات الأمن بحثت عن ابنها بعد اتهامات بأنه كان يتواصل مع الثوار. وتؤكد أن ابنها الثاني الذي تم اعتقاله، أُطلق سراحه لاحقًا، ولكن أشارت إلى أنه تم إبلاغها بشكل غير رسمي أن محمد قد قُتل أثناء الاعتقال.

في هذا السياق، تشير شاليش إلى أن زيارة سابقة للمقبرة أثبتت أن هناك شخصًا مجهول الهوية دُفن في المكان، وكانت معلومات تاريخ وفاته مشابهًا لتاريخ وفاة ابنها.

معاناة البحث عن جثمان

على الرغم من محاولاتها العديدة، لم تستطع شاليش الحصول على إذن لفتح القبر للتحقق من الجثمان. وأكدت أنها على استعداد للذهاب إلى أي مكان من أجل معرفة مصير ابنها، حيث تبقى لديها أمل في الحصول على إجابة.

كان للوضع في سوريا تأثير هائل على العائلات، حيث واجهت “هيئة تحرير الشام” حكم الأسد، وتمكنت من السيطرة على مناطق كبيرة مثل دمشق.

ظروف دفن الجثث

يستمر القائم بأعمال الدفن عدنان ديب، المعروف بلقب “أبو شام”، في تسجيل أسماء المتوفيين. ويذكر أن السلطات بدأت بإحضار الجثث إلى المقبرة بعد اندلاع النزاع، حيث كانت تُرسل عبر سيارات الإسعاف أو المركبات العسكرية.

ورغم اعتداء السلطات على الكثيرين، يؤكد ديب أن معرفة مصير المفقودين حق، وأنه لا يزال هناك أمل في العدالة. كما تشير المعلومات إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قد قضوا أثناء الاعتقال بسبب التعذيب منذ بدء النزاع السوري.

استمرار البحث

من بين من يبحثون عن إجابات، رفيق المهباني (46 عامًا)، الذي لم يُعرف مصير شقيقه وصهره منذ أكثر من عشر سنوات. على الرغم من المحاولات العديدة للحصول على معلومات، لم يتمكنوا من الحصول على أي تفاصيل تبين لهم مصيرهما.

يختتم المهباني حديثه بالتأكيد على أن الأمل لا يزال قائمًا في تحقيق العدالة لأحبائهم، معربًا عن تفاؤله بأن “العدالة ستأخذ حقها”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك