الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

زيلينسكي يسعى للسلام في محادثات جدة مع واشنطن

ساعات فقط قبل وصوله إلى جدة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تُعبر عن اهتمامها الكبير بالسلام، حيث أكد على أهمية الحوار البنّاء مع الجانب الأميركي. تأتي تصريحات زيلينسكي في وقت تشهد فيه جدة نشاطًا سياسيًا ملحوظًا، حيث يعتزم فريقه البقاء بعد زيارته التي بدأت الإثنين للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تليها محادثات مع الجانب الأمريكي.

وفود دبلوماسية

في الوقت ذاته، يصل وفد أميركي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو إلى السعودية، حيث من المقرر أن تكون زيارته في الفترة من 10 إلى 12 مارس 2025. وأفاد بيان وزارة الخارجية الأميركية أن روبيو سيلتقي بقيادات سعودية ويجري محادثات مع مسؤولين أوكرانيين، مما يمهّد لزيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في الأسابيع المقبلة.

ورحبت وزارة الخارجية السعودية باحتضان اللقاء بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة، وأكدت استمرار جهودها في تحقيق سلام دائم ينهي الأزمة الأوكرانية، مشيرةً إلى أنها استضافت العديد من الاجتماعات المعنية بالأمر على مدار السنوات الثلاث الماضية.

تحضيرات مكثفة

تأتي هذه التحضيرات بعد ثلاثة أسابيع من محادثات أميركية – روسية مهمة، تُعتبر الأولى منذ بداية الحرب في أوكرانيا، والتي عُقدت في محافظة الدرعية. وقد تمخضت تلك المحادثات عن اتفاق لشكل فرق رفيعة المستوى للتفاوض بهدف إنهاء الصراع بين الجانبين، واستئناف القنوات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو.

تستضيف جدة مجددًا مباحثات دولية بشأن أوكرانيا، بعد أن كانت قد شهدت في أغسطس 2023 اجتماعًا لمستشاري الأمن الوطني وممثلين عن أكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية. وفي ذلك الاجتماع، اتفق المشاركون على مواصلة التشاور وتبادل الآراء لبناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، وقد أثنت كييف على استضافة السعودية لهذا الاجتماع.

الزيارة الرابعة

تُعتبر زيارة زيلينسكي الحالية الرابعة إلى السعودية منذ بداية الحرب الروسية – الأوكرانية في فبراير 2022، حيث التقى خلالها بالأمير محمد بن سلمان، الذي أعرب عن دعم بلاده الجهود الدولية لحل الأزمة. من جانبها، أعربت أوكرانيا عن تقديرها للجهود التي تبذلها السعودية في هذا السياق.

وفي تصريحات صحفية، أشار السفير الأوكراني لدى الرياض، أناتولي بيترينكو، إلى أن بلاده تثمّن الوساطة السعودية التي ساهمت في الإفراج عن عدد من أسرى الحرب، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تتلقاها أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي الشامل.

نجاح الوساطة

نجحت جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تأمين الإفراج عن عشرة أسرى، منهم مواطنون من الولايات المتحدة وبريطانيا، كانوا يقاتلون ضمن الجيش الأوكراني. تمت هذه العملية بالتعاون مع الأطراف المعنية، حيث جرى نقل الأسرى إلى المملكة قبل إعادتهم إلى بلدانهم.

وبشأن موقف السعودية من الصراع، أكد الأمير محمد بن سلمان في حوار له مع قناة “فوكس نيوز” أن الرياض تحرص على العلاقات الجيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، مشددًا على أهمية الحوار وأن المملكة لا تدعم أي طرف على حساب الآخر.

مساعدات إنسانية

منذ بداية النزاع، قدمت السعودية دعمًا إنسانيًا كبيرًا، حيث أرسلت طائرات محمّلة بالمساعدات إلى الشعب الأوكراني من خلال “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”. وقد تضمن ذلك تقديم حزمة مساعدات قيمتها 400 مليون دولار لدعم الأوكرانيين المتضررين.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي أن السعودية ساهمت بمبلغ 10 ملايين دولار لتوفير وجبات ساخنة للأوكرانيين المتضررين يوميًا، مما يسهم في توفير 50 مليون وجبة في مختلف مؤسسات الرعاية الإنسانية.

تعويل دولي

يرى المحلل السياسي عبد اللطيف الملحم أن دور السعودية في الأزمة الروسية الأوكرانية يتجاوز التوسط البسيط ليشمل تسهيل الحوار والتواصل بين الأطراف المتنازعة. ويؤكد أن الدعم الإنساني الذي تقدمه المملكة يسهم في تخفيف معاناة المتضررين، مما يعزز تأثيرها في جهود الحل.

يعتبر الملحم أن هذه الأدوار تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، وأن السعودية تعمل على تحقيق السلام بطرق سلمية وبناءة، مستفيدة من شبكات العلاقات التي تربطها بجميع الأطراف المعنية في الأزمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك