في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، قام وفد حكومي من جنوب السودان بزيارة إلى القاهرة يوم السبت، حيث بحث ملفات عدة تتعلق بالمسائل المشتركة والتطورات الإقليمية الراهنة.
أهداف الزيارة
أكد خبراء في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” أن زيارة وفد جنوب السودان تستهدف بالأساس دفع مسار العلاقات الثنائية، خصوصًا بعد تداعيات توقيع حكومة جوبا على اتفاقية “عنتيبي” في يوليو، بالإضافة إلى التشاور بشأن الأوضاع المتوترة الناجمة عن الحرب السودانية.
تفاصيل الاتفاقية
وقد صدّقت حكومة جنوب السودان في يوليو الفائت على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل المعروفة باسم “اتفاقية عنتيبي”، التي ترفضها مصر والسودان بسبب كونها تتيح لدول منابع النيل إنشاء مشروعات مائية دون مثول تلك المشاريع لموافقة دولتي المصب.
مدة الزيارة
تستمر زيارة وفد جنوب السودان إلى القاهرة لمدة يومين، وترأس الوفد توت جلواك، مبعوث رئيس جنوب السودان للشرق الأوسط، في أول مهمة خارجية له عقب توليه منصبه.
أعضاء الوفد
يضم الوفد وزيري الخارجية، رمضان محمد عبد الله جوك، ووزير الموارد المائية، بال ماي دينج، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والسياسيين من الحركة الشعبية لتحرير السودان.
تصريحات مصرية
في تصريح سابق، أشار وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى أهمية العلاقات التاريخية مع جنوب السودان، مشددًا على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والمبدأ الأساسي للتوافق بين دول حوض النيل.
دعم مصر لجوبا
تعد مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جنوب السودان في عام 2011، وتهدف إلى دعم جوبا في تحقيق السلام، والاستقرار، بالإضافة إلى إقامة مشروعات تنموية تتعلق بالموارد المائية والكهرباء.
المساعدات المصرية
يأتي وفد جنوب السودان ضمن سلسلة مشاورات دورية تُمثّل العلاقة التاريخية بين البلدين، حيث تم تقديم مساعدات متنوعة لجوبا لتحقيق الفوز بالتحديات التي فرضها الاستقلال، بحسب السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لـ”منظمة الوحدة الأفريقية”.
المبادرات الإنسانية
تتضمن المساعدات المصرية الموجهة لجنوب السودان مشروعات مائية وتنموية، وقوافل طبية، ومساعدات غذائية ودوائية، فضلاً عن منح تعليمية للدارسين في مصر، علمًا بأن لدى مصر خط طيران مباشر إلى جوبا مما يعزز الروابط الثنائية.
زيارة سابقة لوزير الري
وفي نهاية يونيو، قام وزير الري المصري، هاني سويلم، بزيارة جنوب السودان، حيث افتتح عدة مشروعات مائية تشمل مركز التنبؤ بالأمطار، بالإضافة إلى توفير مساعدات إنسانية تتضمن كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
التحديات المشتركة
يُشير الباحث السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، إلى أن أهمية زيارة وفد جنوب السودان تكمن في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خاصة بعد تصديق جوبا على اتفاقية عنتيبي، كما تتضمن المحادثات سبل تطوير التعاون لمواجهة الفيضانات والتحديات الإنسانية.
أهمية التنسيق الإقليمي
من جانب آخر، يعتبر تطور الحرب السودانية وقضية الأمن المائي من القضايا الرئيسية في محادثات المسؤولين المصريين مع نظرائهم من جنوب السودان، في ظل أهمية التنسيق فيما يخص التعاون بين البلدين لمواجهة الأزمات الإقليمية.
دور فاعل في الأزمة السودانية
كما يعتبر الباحثون أن مصر وجنوب السودان من الأطراف الأساسية في الأزمة السودانية، حيث يتعين عليهما العمل معًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.”