في إطار جهود تعزيز العلاقات الدبلوماسية، يزور وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، القاهرة يوم الاثنين، ضمن جولة تشمل لبنان. وكشفت وزارة الخارجية المصرية، على لسان المتحدث الرسمي، السفير تميم خلاف، أن الزيارة تهدف إلى تبادل الآراء بين القاهرة وطهران حول سُبل خفض التصعيد في المنطقة.
أهمية الزيارة
أبرز خبراء بالشأن الإقليمي أن زيارة عراقجي تحمل إشارات إيجابية تجاه تقارب مصري-إيراني في فترة تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الدولتين المؤثرتين في القضايا الإقليمية الجاري تناولها.
وفي السياق ذاته، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن هذه الزيارة تهدف إلى مناقشة العلاقات الثنائية وتبادل الآراء حول آخر المستجدات، مع التركيز على التطورات في فلسطين المحتلة والأزمات الدولية.
استمرارية التعاون الإقليمي
من جانبه، أشار رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، محمد حسين سلطاني فرد، إلى أن زيارة عراقجي تأتي في إطار جولات إقليمية شملتها زيارات سابقة لكل من السعودية وقطر والإمارات. وأكد أن القاهرة تمثل دولة مؤثرة في العالم العربي ومقر جامعة الدول العربية.
وأفاد سلطاني فرد أن الزيارة تمت بدعوة من وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مشيرًا إلى أن اللقاءات ستشمل أيضًا الرئيس عبد الفتاح السيسي ونخبًا مصرية بالإضافة إلى عدد من الإيرانيين المقيمين في البلاد.
التواصل المستمر
أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن زيارة وزير الخارجية الإيراني تأتي في إطار التواصل الدوري بين وزيري خارجية مصر وإيران لبحث التطورات الإقليمية، وتبادل الرؤى حول سبل خفض التصعيد وتحقيق التهدئة.
أما بالنسبة لمواضيع المحادثات، فقد أوضح سلطاني فرد أن اللقاءات ستتناول الأزمات والتطورات في كل من السودان وليبيا وسوريا ولبنان وغزة، بالإضافة إلى التشاور حول العلاقات الثنائية بين طهران والقاهرة والخطوات اللازمة لتعزيزها.
الجهود المصرية
أكد اللواء محمد عبد الواحد، الخبير المصري في الأمن القومي، أن مصر تهدف من خلال دعوة عراقجي إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع إيران في جميع المجالات. وأوضح أن القاهرة تسعى لتأكيد دورها كوسيط إقليمي فاعل ضمن مجموعة من القضايا، رافضة أي تصعيد عسكري من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة.
على الرغم من حرص مصر على تعزيز علاقتها مع إيران، أكد الخبير عبد الواحد أن القاهرة ستتحلى بالحذر في توسيع علاقاتها الدبلوماسية، مع الالتزام بمبادئ التعاون في مجالات سياسية واقتصادية أخرى، خاصة المتعلقة بالقضايا الإقليمية مثل أزمة غزة وتطورات الأوضاع في لبنان.
المسائل الإقليمية والأمنية
أوضح أن زيارة عراقجي ستتناول أيضًا قضايا أمن الملاحة في البحر الأحمر، والتي تؤثر على حركة التجارة الدولية، حيث شهدت مصر خسائر كبيرة من تراجع عائدات قناة السويس العام الماضي، تقدر بأكثر من 7 مليارات دولار.
في هذا السياق، توقع المتخصص في الشؤون الإيرانية، سعيد شاوردي، أن تعكس زيارة عراقجي رغبة إيران في تعزيز العلاقات مع مصر، بالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في القضايا الإقليمية. وأشار إلى أن الظروف الحالية تتطلب تعاونًا أكبر لحل الأزمات، خاصة القضية الفلسطينية.
رسائل التطبيع
تابع شاوردي أن جميع الدول العربية تتجه نحو تعزيز علاقاتها مع إيران، مما يثير تساؤلات حول عدم استئناف العلاقات الإيرانية المصرية. وأوضح أن طهران ترحب بإقامة علاقات تضمن مصالح كلا الجانبين دون تدخل في الشؤون الداخلية.
من المتوقع أن تساهم زيارة عراقجي في تمهيد الطريق لزيارات رئاسية متبادلة بين البلدين، في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود لحل الأزمات الإقليمية. ويشار إلى أن إيران ستطلع الرئيس المصري على تفاصيل المفاوضات غير المباشرة حول الملف النووي، مما يبرز أهمية الدور المصري في تعزيز الاستقرار في المنطقة.