الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
spot_img

“زرقاء اليمامة”.. المرأة الخارقة وتفاصيل أول أوبرا سعودية

بدأت هيئة المسرح والفنون في المملكة العربية السعودية في تسجيل تاريخ فني جديد من خلال إنتاج أول أوبرا سعودية، وصفت بأنها الأكبر عربيًّا، تحمل عنوان “أوبرا زرقاء اليمامة”، والتي سيتم عرضها في ابريل المقبل بالعاصمة الرياض.

وتضم “أوبرا زرقاء اليمامة” مزيجًا من المواهب المحلية والعالمية، حيث يتلاقى فيها الفنانون المحليون المتمرسون مع النجوم العالميين الذين يتمتعون بخبرة فائقة في أداء النصوص الأوبرالية باللغة العربية، لتجمع بين التراث الثقافي السعودي واللغة الأوبرالية الراقية.

موعد أوبرا زرقاء اليمامة

وينطلق العروض في العاصمة الرياض في منتصف شهر أبريل المقبل، ويمتد حتى شهر مايو، برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية.

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في المملكة، إن الأوبرا ستكون وسيلة فعّالة للوصول إلى جماهير جديدة، مؤكدا أن “زرقاء اليمامة” ستشكل لحظة تاريخية في رحلة المملكة الثقافية، لتلهم جيلًا جديدًا من الفنانين السعوديين، كما أن الأوبرا ستكون فرصة لعرض ثقافة المملكة أمام الجمهور العالمي.

الأوبرا.. من تاريخ الجزيرة العربية

من جهة أخرى، أوضح صالح زمانان، مؤلف العمل وكاتب نصوصه المغنّاة، أن أوبرا زرقاء اليمامة تستمد قصتها وروحها ولغتها من تاريخ الجزيرة العربية، معربا عن فخره بكتابة هذه الأوبرا، وفي توضيحه للطابع الفني للعمل، أكد زمانان أن الأوبرا تُجسد بشكلٍ ما مأساةً دامية ودامعة، تعكس التاريخ القديم وترمز في الوقت نفسه إلى أحزان الإنسان المعاصر في العالم العربي، وأشار إلى أنها، على الرغم من الألم الذي تحمله، لن تخلو من طيوف الأمل وإشراقات التباشير نحو مستقبل مُشرق وسعيد.

ويعكس العمل الأوبرالي “زرقاء اليمامة” تعاونًا استثنائيًا بين الفن العالمي والثقافة السعودية، حيث يقود الموسيقي الأوبرالي العالمي “لي برادشو” عملية تأليف ألحان القصة الملحمية، والتي تستلهم العناصر التراثية ليتجسّد عملاً فنيًا معاصرًا يجمع بين عبق الأوركسترا وجمال الكورال بجانب اللمسات الساحرة للعروض الصوتية.

الميزو سوبرانو سارة كونولي

وتقود الأداء الغنائي المغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي، والتي تقود فريق المغنين الرئيسيين في دور “زرقاء اليمامة”، حيث يضم الفريق 9 مواهب من ألمع أسماء المشهد الموسيقي السعودي، منهم: خيران الزهراني، وسوسن البهيتي، وريماز العقبي، ويشاركهم مجموعة من الأسماء العالمية: كليف بايلي، وأميليا وورزون، وسيرينا فارنوكيا، وباريد كاتالدو، وجورج فون بيرغن.

من هي زرقاء اليمامة؟

العمل الفني “زرقاء اليمامة” يقدم حكاية فريدة من نوعها حول شخصية شهيرة في تاريخ العرب قبل الإسلام، وهي “زرقاء اليمامة” تلك المرأة الأسطورية في تاريخ العرب قبل الإسلام، حيث تُعتبر من أبرز الشخصيات التي كان لها أثر في الثقافة العربية القديمة، تعود أصولها إلى قبيلة جديس، وهي إحدى القبائل العربية البائدة التي يُرجح أن تكون متصلة بنسبها إلى لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، وكان لهذه القبيلة جاه ونفوذ في إقليم اليمامة بشبه الجزيرة العربية.

تشتهر زرقاء اليمامة بصفاتها الاستثنائية، حيث يُقال إنها كانت تتمتع بقدرة فائقة على الرؤية، وكانت تستطيع رؤية الأشياء من مسافات بعيدة جدًا، حتى أنها كانت تستطيع تميز الشعرة البيضاء في اللبن وترى الأشخاص في الظلام.

وجاءت تسميتها بـ”زرقاء اليمامة” بسبب لون عينيها الزرقاوين، وأصبحت هذه الشخصية رمزًا للحدة البصرية والبصيرة الفطرية، حيث يُروى في القصص أن زرقاء اليمامة حاولت تحذير قبيلتها من هجوم قادم عليهم، لكن القبيلة لم تصدقها، وانتهى الأمر بغزوهم وتدميرهم، ويعرف هذا الحدث باسم “غزوة اليمامة”، وكان السبب الرئيسي وراء فشل القبيلة في التصدي للهجوم هو عدم تصديقهم لتحذيرات زرقاء اليمامة، والذي أدى في النهاية إلى مأساة قومها.

تُستخدم شخصية زرقاء اليمامة في الأدب والفنون كرمز للحذر والبصيرة، وتظهر غالبًا كمثل يُستشهد به في الثقافة العربية لتعبير عن حاجة الفرد إلى فهم الظروف والتحلي بالحذر والفطنة.

وتتناول الأوبرا وقائع حياة هذه المرأة الاستثنائية التي أطلق عليها اسم “زرقاء اليمامة”، وتشارك في إحياء هذه القصة الفريدة أوركسترا دريسدنر سينفونيكر والجوقة الفلهارمونية التشيكية، ويقوم المخرج السويسري دانييل فينزي باسكا بتنظيم العرض بشكل استثنائي، مع استخدام مؤثرات مسرحية خاصة.

وتهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية من خلال هذا الإنتاج الإبداعي إلى تعزيز الحركة المسرحية في المملكة العربية السعودية وإعادة إحياء قصص تاريخ الجزيرة العربية بطريقة معاصرة، وذلك في إطار استراتيجية الثقافة الوطنية لتعزيز التبادل الثقافي الدولي وتعزيز التراث الثقافي العربي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك