تقترب روسيا من تحقيق إنجاز كبير في مجال القوة البحرية، حيث نجحت البارجة النووية الضخمة “أدميرال ناخيموف” في تشغيل مفاعلها النووي الثاني، مما يمثل خطوة مهمة نحو عودتها إلى البحار المفتوحة. وحسب مصدر مطلع من قطاع الدفاع الروسي، تم تفعيل كامل لمنظومة الطاقة على متن السفينة.
استعدادات للاختبارات البحرية
مع تفعيل كلا المفاعلين، تقترب “أدميرال ناخيموف” المحملة بالأسلحة الثقيلة من المرحلة النهائية قبل خوض تجاربها البحرية. السفينة، التي تخضع حاليًا لتحديثات واسعة في حوض “سيفماش” لبناء السفن، لا تزال راسية من أجل تجهيزاتها النهائية، ولكن المسؤولين الروس أكدوا أنها ستبدأ تجاربها في صيف عام 2025.
قال المصدر لوكالة “تاس”: “تم تشغيل المفاعل الثاني بشكل فعلي يوم الأحد الماضي. ستبدأ الاختبارات البحرية في الصيف.”
تأخيرات وتحديثات شاملة
كان من المتوقع في البداية أن تنضم “أدميرال ناخيموف” إلى الأسطول الشمالي في أوائل عام 2025، لكن التأخيرات السابقة أدت إلى تأجيل عودتها. بعد سنوات من التحديث، ستخرج البارجة بأسلحة حديثة تمامًا، مما يعزز قدراتها القتالية بشكل كبير.
يتطلع الجميع الآن إلى صيف 2025، حيث من المتوقع أن تستعرض روسيا قوتها البحرية مرة أخرى.
عقدين من الانتظار
تعتبر “أدميرال ناخيموف”، البارجة النووية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، قد أمضت سنوات في غياهب النسيان، تنتظر تجديدها. ومنذ أن أُعلن عن خطط التحديث عام 1999، تحولت عملية الإعداد إلى رحلة طويلة من التأخيرات.
على الرغم من الوعود الأولية بعودة السفينة في أواخر السنوات العشر الماضية، تراجعت المواعيد المقررة إلى عدة سنوات. ونتيجة لذلك، أصبح الهدف الجديد هو عام 2025.
تحديثات تكنولوجية
على الرغم من هذه التحديات، فإن عملية التحديث كانت ثورية. تم استبدال الأسلحة القديمة بأحدث أنظمة الصواريخ، وأنظمة الرادار الجديدة، ومفاعلات نووية مطورة.
سوف تزود البارجة الآن بأحدث صواريخ “زيركون” فرط صوتية وصواريخ “كاليبر” الدفاعية، مما يجعلها قادرة على القيام بعمليات متكاملة.
دور استراتيجي
في حال عودتها للخدمة، ستمثل “أدميرال ناخيموف” رمزًا للقوة الروسية، حيث ستكون لها دور المهم في البيئة عالية المخاطر في القطب الشمالي. ستساعد البارجة في مواجهة توسع الناتو وزيادة وجود القوات البحرية الأمريكية في المنطقة.
سيكون دور “أدميرال ناخيموف” كمنصة صواريخ مجهزة بأحدث نظم الصواريخ، مما يمنحها القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف المعادية.
رمزية وقوة
أكثر من مجرد أداة عسكرية، ستصبح “أدميرال ناخيموف” رمزًا للصمود الروسي، لتوضيح الرسالة لكل من الجمهور المحلي والدولي بأن القدرات العسكرية الروسية لا تزال قوية.
برغم التحديات، يبقى الغموض المحيط بالجدول الزمني لعودتها للخدمة قائمًا. لكن ما هو مؤكد هو أن بارجة “أدميرال ناخيموف” ستعود للحياة البحرية بعد عقود من الإهمال.