الإثنين 23 يونيو 2025
spot_img

روسيا توسع وجودها العسكري في أفريقيا رغم العقوبات

تواصل روسيا تصعيد أنشطتها العسكرية في أفريقيا، بالتزامن مع قصفها العنيف لأوكرانيا، حيث تزايدت شحنات الأسلحة إلى مناطق النزاع في دول غرب أفريقيا. هذا ما أكدته وكالة “أسوشييتد برس”، التي رصدت بمصادرها توسيع وجود “فيلق أفريقيا” التابع لموسكو في القارة السمراء.

قدرات عسكرية متطورة

استغلت موسكو العقوبات الغربية على اقتصادها، ونقلت عبر سفن شحن حمولات من دبابات ومدرعات ومدافع إلى غرب أفريقيا. خلال رحلة استمرت نحو شهر، تتبعت الوكالة قافلة من السفن الروسية، التي حملت أسلحة متطورة ومعدات عسكرية نوعية.

عبر صور الأقمار الاصطناعية، كشفت تقارير عن وجود مدافع هاوتزر ومعدات تشويش لا سلكي في حمولات السفن، وذلك حسب تقارير مسؤولين عسكريين أوروبيين رصدوا المنطقة بعناية.

تنافس على النفوذ

تعتبر هذه الشحنات خطوة لتعزيز “فيلق أفريقيا”، الذي يعد في مراحله الأولى، في ظل تراجع القوات الأميركية والأوروبية، التي انسحبت من المنطقة وكذلك تزايد رغبة الدول الأفريقية في الحصول على دعم موسكو الأمني.

خلال السنوات الماضية، خاضت دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر حروباً متواصلة ضد الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش”. ومع قرار روسيا بتعزيز وجودها، بدأت جهودها تؤتي ثمارها من خلال القوة المتزايدة لـ”فيلق أفريقيا”.

انتشار القوة الروسية

بدأت جماعات مرتزقة مرتبطة بـ”الكرملين” في دخول الساحة الأفريقية، حيث أكدت روسيا نيتها توسيع تعاونها مع الدول الأفريقية في مجالات متعددة، خاصة الاقتصادية والأمنية. ومؤخراً، تم تحويل الأسلحة عن طريق الشاحنات إلى مالي، مع شحنات كبيرة أبرزها دبابات ومدرعات وأسلحة حديثة.

في صور التقطت مؤخراً، أكدت تقارير تسلم جيش مالي لمعدات حديثة، تشمل مدافع ميدانية تتراوح أعيرتها، بالإضافة إلى ناقلات جنود محملة بمعدات تشويش متطورة.

صمود المرتزقة الروس

أظهر الفحص المتعمق للصور والفيديوهات، استلام “فيلق أفريقيا” لأنواع مختلفة من المعدات العسكرية. تشير المعلومات إلى أن تعزيز القدرات العسكرية يُعتبر جزءاً من استراتيجيات الكرملين الرامية لإعادة تشكيل الوضع الأمني في أفريقيا.

عقب الانقلابات السياسية في دول غرب أفريقيا، ملأت الجماعات الروسية فراغ القوى الأمنية، مما أدى إلى تصعيد النشاط العسكري في المنطقة. يُعتقد أن “فاغنر” حققت مكاسب كبيرة من عمليات التعدين في القارة مقابل دعمها العسكري.

توجهات مستقبلية

توفر روسيا قروضاً وعروضاً مغرية للأفراد من الخارج، حيث تصل حوافز التوظيف إلى 2.1 مليون روبل. ومع تنامي الأنشطة العسكرية في المنطقة، أعلنت “فاغنر” انسحابها من مالي، بينما أكدت موسكو استمرار دعمها من خلال “فيلق أفريقيا”.

مع تغير المشهد العسكري والاستراتيجي، يُتوقع أن يكون هذا الانتقال من “فاغنر” إلى “فيلق أفريقيا” في مناطق عدة من القارة بمثابة تحول بارز. تشير العلامات إلى أن تصاعد الأنشطة الروسية سيؤثر بشكل كبير على الوضع الأمني في أفريقيا، ويعزز مكانة موسكو كقوة عسكرية رئيسية في المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك