الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

روسيا تعرض نظام “دجيغيت” الدفاعي في إيدكس 2025

تقدم روسيا مجددًا نظام الإطلاق “دجيغيت” في معرض الدفاع IDEX 2025 بأبوظبي، حيث يُعتبر هذا النظام قادرًا على إطلاق صواريخ “إغلا” أو “فيربا” من منصتيْن بصورة متتالية أو متزامنة. ويتنافس النظام بشكل ملحوظ في مجال الدفاع الجوي قصير المدى، حيث يُروج له كحل مبتكر.

تحليل فعالية النظام

رغم الترويج النشط لنظام دجيغيت، لا تزال الاستخدامات الحقيقية له في ساحة المعركة غير مؤكدة. على الرغم من الحملات التسويقية المستمرة، لم تتوفر حالات موثقة تُظهر استخدامه في النزاعات الحربية الفعلية. ومع ذلك، هناك بعض العناصر الأساسية التي قد تشير إلى تأثيره المحتمل في المعارك.

يتميز النظام بإزالة الحاجة إلى وجود مشغل يحمل منصة إطلاق ثقيلة، مما يقلل من التعب ويزيد من الدقة. كما أن القدرة على إطلاق صواريخ متعددة بسرعة تعزز فرص إصابة الهدف المتحرك، مثل الصواريخ الموجهة أو الطائرات منخفضة الارتفاع.

الإنتشار في ساحة القتال

في ظل الصراع المستمر في أوكرانيا، من المحتمل أن يكون دجيغيت قد خُصص للاستخدام. لكن المعلومات المستندة إلى المصادر المفتوحة لم تؤكد بعد اعتماده بشكل واسع في ساحات المعارك. غالبًا ما تعتمد القوات الروسية على أنظمة “مانباد” التقليدية أو المنصات المركبة مثل “بانتسير- إس1″ و”تور”.

يعتمد دجيغيت على استهداف الطائرات المسيرة ذات الارتفاع المنخفض، ومروحيات الهجوم، والطائرات البطيئة، إلا أن فعاليته أمام الطائرات النفاثة السريعة أو الصواريخ المجنحة التي تستخدم وسائل مواجهة تبقى موضع تساؤل.

مقارنة مع أنظمة أخرى

يمتاز دجيغيت بقدرته على إطلاق صواريخ مزدوجة، وهي ميزة غير متاحة على نطاق واسع في الأنظمة الغربية. ومع ذلك، تُعوض القوات الجوية الأمريكية نقص هذه الميزة من خلال دمج صواريخ “ستينجر” في المنصات المدفعية مثل نظام “أفينجر” للدفاع الجوي، الذي يوفر قدرة إطلاق متعددة مع تحكم أفضل في التوجيه والنيران.

وعلى الرغم من أن “ناسامز” ليست نظام “مانباد” فهي توفر مدى ودقة وتكامل مع الشبكات بشكل يتفوق على دجيغيت. غير أن التكلفة العالية لناسامز تتطلب استخدام أنظمة التوجيه القائمة على الرادار.

الأسواق المحتملة والتحديات

تسعى روسيا بنشاط لتسويق دجيغيت لدول تبحث عن حلول للدفاع الجوي قصيرة المدى بتكلفة منخفضة. الدول في الشرق الأوسط مثل إيران وسوريا والجزائر قد تكون مهتمة بزيادة مخزونها من صواريخ إغلا/فيربا من خلال إضافة نظام دجيغيت.

أيضًا، قد تجذب الأسواق الأفريقية والآسيوية ذات الميزانيات المحدودة في مجال الدفاع الجوي مثل ميانمار أو السودان، بفضل كونه خيارًا جذابًا وسهل الصيانة. تاريخيًا، كانت دول مثل فنزويلا تتجه نحو شراء أنظمة “مانباد” الروسية.

المخاطر والعيوب

بالرغم من المميزات التكتيكية التي يقدمها دجيغيت، إلا أن له عيوبًا بارزة. فكونه نظامًا ثابتًا أو مركبًا على المركبات يجعله أكثر عرضة للكشف والاستهداف، خصوصًا من قبل الطائرات المسيرة. كما أن التقنيات الحديثة التي يعتمدها الطيران تعتمد على وسائل مكافحة مثل الشعلات والتشويش الإلكتروني، مما قد يحايد نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء لدجيغيت.

كما أن زمن الانتشار يمتد لثلاث دقائق، قد يكون وقتًا طويلاً في ظروف ساحة المعركة السريعة. وإذا واجه النظام القوة الجوية الغربية، فقد يجد صعوبة بسبب تفوق العدو في وسائل مكافحة الطائرات قصيرة المدى.

التحسينات المستقبلية

لضمان استمرار تنافسية دجيغيت، قد يتجاوز تطويره من خلال دمج أنظمة التوجيه الرادارية أو الطائرات بدون طيار. حاليًا، يعتمد دجيغيت على توجيه المشغل، مما يجعله أقل فعالية ضد التهديدات السريعة. وبالتالي، فإن نظام شبكة متكامل مع تتبع خارجي من شأنه تعزيز الأداء.

قد تُعزز أنظمة استهداف شبه آلية من الدقة والسرعة. كما أن توسيع النظام ليتمكن من حمل وإطلاق أربعة صواريخ بدلاً من اثنين سيزيد من فعاليته. من الضروري أيضًا إجراء تحسينات لتقليل التوقيعات الحرارية والرادارية لمواجهة التهديدات الجديدة.

يظل دجيغيت نظام الدفاع الجوي فريدًا ولكنه مخصص لفئة معينة. قدرته على إطلاق صواريخ “مانباد” بصورة سريعة تجعله فعالاً في مواجهة الطائرات المسيرة والدفاع الجوي على ارتفاعات منخفضة. ومع ذلك، فإن نقص الحركة والاعتماد على توجيه الأشعة تحت الحمراء، كما أنه يعاني من قابليته للاكتشاف، مما يقيد فعاليته في مواجهة القوى الجوية المتطورة.

بينما ستواصل روسيا على الأرجح تعزيز جهودها لتسويق دجيغيت في أسواق التصدير، يبقى تأثيره في ساحة المعركة غير مثبت. وإذا عملت موسكو على تعزيز قدراته في التحكم بالنيران والتوجيه، فقد يجد لها دورًا أكثر ملائمة في الحروب الحديثة، ولكن في غياب تلك التطويرات، قد يبقى نظامًا منخفض الاستخدام.

.

اقرأ أيضا

اخترنا لك