أظهرت الهجمات الأخيرة التي شنتها روسيا على أوكرانيا تحولًا ملحوظًا في استراتيجيتها الجوية، حيث تضمنت استخدام مجموعة متنوعة من الطائرات المقاتلة بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والتكنولوجيا الحديثة. جاء ذلك وفقًا لما أوردته مصادر أوكرانية ونشره موقع Defense Romania.
تنوع الهجمات
تضمنت العملية الجوية الروسية الأخيرة، في 1 فبراير 2025، استخدام قاذفات استراتيجية من طراز Tu-22M3 وTu-95MS بالإضافة إلى المقاتلات الحديثة Su-57. هذه التشكيلة تشير إلى احتمال تغيير في استراتيجية الطيران الروسي.
أفادت وسائل الإعلام الروسية بأن القوات المسلحة الروسية شنت غارات ضخمة بالطائرات المسيرة والصواريخ، مستهدفة المواقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا. وذُكر أن 6 قاذفات استراتيجية Tu-95MS و4 قاذفات بعيدة المدى Tu-22M3 وعدة مقاتلات Su-57 كانت في الجو خلال الهجوم.
تنسيق متقدم
تشير التركيبة المختلفة للمنصات الجوية في هذا الهجوم إلى تنسيق متقدم وتخطيط من جانب القوات الروسية. ففي ظل استخدام الطائرات المسيرة والقاذفات الاستراتيجية، وهو ما يسلط الضوء على تحديث القدرات الجوية الروسية.
تظهر هذه الاستراتيجية استخدام روسيا للتكنولوجيا المتطورة بهدف زيادة الضغط الجوي على أوكرانيا والاختبار الفعلي للمنصات الجديدة في ظروف القتال. تضيف هذه التطورات تساؤلات حول المستقبل المحتمل لعقيدة الطيران الروسية.
الهجوم المدمر
الهجوم المنسق ضد الأوكرانيين يعتبر عملية عسكرية معقدة وفعالة. طائرات Tu-95MS، على الرغم من قدمها، تعتبر ضرورية بسبب قدرتها على إصابة الأهداف بدقة من مسافات بعيدة، ما يجعلها قادرة على تجنب الاشتباك المباشر مع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
في الوقت نفسه، تلعب قاذفات Tu-22M3 دوراً مكملاً في الهجمات بفضل سرعتها وأدائها العالي على الارتفاعات الكبيرة، مما يسهّل اختراق الدفاعات الجوية الأوكرانية.
الصواريخ والطائرات الحديثة
تُعتبر مقاتلات Su-57 عاملاً أساسياً في نجاح هذه الهجمات. حيث تتميز بأنها طائرات من الجيل الخامس ذات تكنولوجيا متطورة تمكنها من العمل في بيئات تنافسية بشكل عالٍ. هذه القدرات يجعلها قادرة على استهداف الأنظمة الرادارية الأوكرانية بشكل فعال.
كما يلعب Su-57 دورًا مهمًا في عمليات الحرب الإلكترونية من خلال تعطيل الأنظمة الرادارية وتعطيل الاتصالات الأوكرانية، مما يقلل فعالية الدفاعات الجوية لدى أوكرانيا.
ضغوط متزايدة
تعتبر العمليات الجوية المشتركة هذه جزءًا من استراتيجيات روسيا الرامية إلى استخدام كل العناصر المتاحة لديها، مما يُسمح لها بضغط الدفاعات الأوكرانية على عدة جبهات.
في الوقت نفسه، بداية الهجمات جاءت بموجة من طائرات السيد Shahed-2 المسيرة، واستهدفت عدة مناطق، بما في ذلك كييف، تلاها هجمات صاروخية على نقاط استراتيجية.
توزيع الهجمات
في وقت لاحق من تلك الليلة، تم الإبلاغ عن انفجارات في أنحاء أوكرانيا، استهدفت محطات الطاقة والمناطق الحيوية. وتأكد استخدام 123 طائرة مسيرة في تلك الهجمات، مع توجهات لتقييم فعالية الدفاعات الأوكرانية.
تشير التقارير الأولية إلى إسقاط 56 طائرة مسيرة وعدد من الصواريخ، مما يعكس تفاني القوات الأوكرانية في التصدي لهجمات روسيا.
استمرار التوتر
تؤشر هذه الهجمات إلى استمرار التصعيد في النزاع، مما يقلق العالم حول التطورات في المنطقة. بينما تشير التقارير إلى استخدام مكثف للطائرات المسيرة والتكنولوجيا الحديثة، فإن التصعيد يشمل أيضًا الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على المواطنين الأوكرانيين.