بدأت روسيا تصنيع النسخة التصديرية من مقاتلة الجيل الخامس سو 57E، إذ من المقرر أن يستلم أول عميل أجنبي الطائرة في عام 2025، وفقاً لما أعلنته روسوبورون إكسبورت الشركة الحكومية المسؤولة عن تصدير منتجات المجمع العسكري الصناعي الروسي.
إعلان هام
جاء هذا الإعلان يوم الاثنين، 10 فبراير 2025، ليُمثل نقطة تحول في جهود روسيا لتوسيع نفوذها في سوق الأسلحة العالمية. وصرح ألكسندر ميخييف، رئيس روسوبورون إكسبورت، لوكالة أنباء إنترفاكس بأن أول عميل أجنبي للطائرة متعددة الوظائف سيتلقى الطائرة في عام 2025، مشددًا على الأهمية الاستراتيجية لهذه الصفقة لتطوير قطاع الدفاع الروسي.
تم الإعلان عن توقيع أول عقود تصديرية لطائرة السو-57E في منتصف نوفمبر من العام الماضي، مما يدل على تزايد الاهتمام الدولي بالتكنولوجيا العسكرية الروسية الحديثة.
ظهور دولي للطائرة
في ذات الشهر، قامت طائرة سو-57 بظهور دولي في معرض جوي في مدينة تشوهاى بالصين، حيث عرضت قدراتها للمشترين المحتملين والمراقبين الدوليين. وقد نالت الطائرة اهتمامًا كبيرًا بفضل ميزاتها التخفي والتقنيات الحديثة.
في حين أن هويات الدول المشتريه لم تُفصح بعد، أشار روسوبورون إكسبورت إلى تنافس غير عادل من دول غربية كأساس لهذا السرية، مؤكدًا الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتعرض لها الدول التي تختار الحصول على المعدات العسكرية الروسية.
ضغوط عالمية
ينعكس نقص الشفافية في الجوانب الجيوسياسية الأوسع المحيطة بمبيعات الأسلحة، حيث سعت الحكومات الغربية إلى تقليص نفوذ روسيا في السوق الدفاعية العالمية عبر العقوبات وغيرها من التدابير.
فيما يتعلق بالقدرة الإنتاجية، أشار فاديم باديخا، المدير العام لمؤسسة الطائرات المتحدة، لوكالة تاس أن المصنع الذي يُصنع فيه طائرة السو-57 في كوميومولسك على نهر آمور، مُجهز بشكل جيد لتلبية الطلب الداخلي والدولي.
تطوير المصنع
حقق المصنع وتيرة إنتاج قوية، مُوازنًا بين احتياجات وزارة الدفاع الروسية وإمكانية تزويد الطائرة للشركاء الأجانب. وقد سلط باديخا الضوء على جهود التحديث والتوسع المستمرة في المصنع، والتي تهدف إلى تعزيز قدرته على إنتاج المقاتلات من الجيل الخامس بكفاءة.
وهذه التحديثات تضع المصنع في موقع يمكنه من تنفيذ العقود مع الجيش الروسي، بينما يلبي في الوقت ذاته الطلبات التصديرية، مما يضمن تلبية مواعيد التسليم لكل من العملاء الداخليين والخارجيين.
منافسة شديدة
تدخل السو-57E سوق التصدير في وقت يشهد تنافسًا متزايدًا في قطاع الطيران، حيث تُروج دول مثل الولايات المتحدة والصين أيضًا لمقاتلاتها المتطورة.
تم تطوير طائرة السو-57، بواسطة سوخوي، لتتنافس مع طائرات مثل الأمريكية F-35 وF-22، مقدمةً مزيجًا من التخفي والمناورة والأسلحة المتقدمة. وقد تم تخصيص النسخة التصديرية، سو-57E، لتلبية احتياجات المشترين الأجانب، على الرغم من أن التعديلات المحددة لا تزال غير معلنة.
رغم التحديات التي تفرضها العقوبات الغربية والضغوط الدبلوماسية، لا يزال القطاع الدفاعي الروسي يجد شركاء راغبين، خاصةً بين الدول التي تسعى إلى تنويع مورديها العسكريين أو معادلة النفوذ الغربي.
تسليم مستقبلي
سيكون تسليم سو-57E لأول عميل أجنبي في عام 2025 اختبارًا حاسمًا لقدرة روسيا على التنقل بين هذه التعقيدات، مع الحفاظ على دورها لاعبًا رئيسيًا في تجارة الأسلحة العالمية.
تسريبات حول المشترين
استنادًا إلى المعلومات المتاحة، وُجدت تكهنات كبيرة حول أول زبون مزعوم لطائرة السو-57، المقاتلة الخفية من الجيل الخامس التي طورتها سوخوي. تشير التقارير من روسوبورون إكسبورت إلى أن أول العقود الخارجية لسو-57 وُقِعت، حيث تم الإعلان عنها خلال معرض جوي في تشوهاى بالصين في نوفمبر 2024.
لكن هوية المشتري بقيت سرية، مما أثار فضولًا واسعًا وتحليلات بين الخبراء والوسائط الإعلامية. من بين المرشحين المحتملين، يبدو أن الجزائر هي أكثر البلدان احتمالاً، وفقًا لمصادر وآراء الخبراء المختلفة.
العلاقات الجزائرية الروسية
تستند هذه التكهنات إلى أسس متينة، حيث تتمتع الجزائر بعلاقة عسكرية طويلة الأمد مع روسيا، إذ سبق لها أن اشترت كميات كبيرة من المعدات العسكرية الروسية، بما في ذلك طائرات مقاتلة مثل السو-30 وميغ-29، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل S-400.
تجعل هذه التاريخ من التعاون الجزائر خيارًا منطقيًا بالنسبة للسو-57، خاصةً وأن البلاد تسعى بنشاط لتحديث قواتها الجوية للحفاظ على ميزة استراتيجية في شمال إفريقيا.
استراتيجية الجزائر العسكرية
تتعدد الأسباب التي تجعل الجزائر تعتبر المشتري الأول المزعوم. تستند الاستراتيجية العسكرية الجزائرية باستمرار إلى الحصول على التكنولوجيا المتطورة لتعزيز نفوذها الإقليمي، ويمثل السو-57، بفضل قدراته على التخفي والتكنولوجيا المتقدمة، تطابقًا مثاليًا لذلك.
علاوة على ذلك، أظهرت التقارير منذ عام 2019 و2020 أن الجزائر أعربت عن اهتمامها بشراء السو-57، حيث ادعت بعض المصادر أن عقدًا لشراء 14 وحدة تم توقيعه، رغم أن هذه الادعاءات لم يتم تأكيدها رسميًا من قبل روسيا أو الجزائر.
الشراء المتوازن
إن العلاقة القوية بين الجزائر وروسيا في مجال السلاح، إلى جانب خطط الجزائر لتحديث الدفاع، تدعم القناعة بأنها قد تكون العميل الخفي للتسليم.
علاوة على ذلك، فإن قرارات الشراء الجزائرية أقل عرضة للتأثر بالعقوبات الغربية، مثل تلك المفروضة بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات، والتي أوقفت المشتريين المحتملين الآخرين مثل تركيا أو الهند من السعي وراء المعدات العسكرية الروسية. إن هذا التحالف الجيوسياسي مع روسيا يعزز موقف الجزائر كأول زبون مُحتمل.
التأكيدات الغائبة
على الرغم من المؤشرات القوية التي تشير إلى الجزائر، يترك غياب التأكيدات الرسمية من روسوبورون إكسبورت أو الحكومة الجزائرية مجالًا للشك. تم ذكر دول أخرى مثل فيتنام والهند وتركيا كمشترين محتملين في الماضي، ولكن العوامل المختلفة، بما في ذلك العقوبات والمنافسة من برامج المقاتلات المحلية، أو عدم الحاجة الاستراتيجية تجعلها أقل احتمالًا في الوقت الراهن.
على سبيل المثال، كانت الهند شريكًا رئيسيًا في برنامج السو-57 لكنها انسحبت عام 2018 بسبب مخاوف حول قدرة الطائرة على التخفي وتطوير المحركات، مفضلة التركيز على مشاريع الطائرات المقاتلة المحلية. وبالمثل، أعطت تركيا الأولوية لمقاتلتها من الجيل الخامس، TF-X، بينما كانت فيتنام تسعى لتحقيق توازن بين اقتناء المعدات العسكرية من المورّدين الروس والغربيين.
الاعتماد على السلاح الروسي
بالمقابل، فإن الاعتماد المستمر للجزائر على الأسلحة الروسية واحتياجاتها الاستراتيجية يتماشى بشكل أكبر مع ملف مشتري السو-57. حتى يتم الكشف عن تفاصيل إضافية، تبقى الجزائر الأكثر احتمالًا لتكون العميل الأول بناءً على تاريخها، احتياجاتها العسكرية والسياق العام لتصدير الأسلحة الروسية.
تعتبر سو-57E النسخة التصديرية من طائرة النمط الخامس الروسية، سو-57 فيلون، التي طورتها سوخوي ضمن مؤسسة الطائرات المتحدة. تم الكشف عنها لأول مرة في السوق الدولية خلال معرض MAKS-2019، وعُرضت لاحقًا في أحداث مثل “أيرشو الصين 2024” ومن المقرر عرضها في “أيرو الهند 2025”.
سمات الطائرة
تصمم هذه الطائرة المتعددة الدوائر لتوجيه العمليات ضد الأهداف الجوية والأرضية والبحرية في جميع الظروف المناخية، ليلاً ونهارًا، وفي بيئات الحروب الإلكترونية عالية الشدة. تجمع بين التخفي، الفائقة المناورة والتقنيات الحديثة التي تلبي احتياجات المشترين الدوليين الذين يسعون للحصول على مقاتلة من الجيل الخامس دون قيود المنصات الغربية مثل F-35.
تتميز الطائرة بنظام متقدم للإلكترونيات يشمل الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطيار، حيث يعمل كطائرة افتراضية مساعدة. نظام الرادار الخاص بها، N036 Byelka، هو رادار متطور ذو مصفوفة مسح إلكتروني نشط، ويشكل تحسينًا عن رادار Irbis-E الخاص بالسو-35BM، مقدمًا قدرات مُعززة للكشف وتتبع العديد من الأهداف.
تتضمن الطائرة أيضًا نظام استهداف بصري كهربائي مع وظيفة بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء، designed for low observability، على الرغم من أن النماذج الأولية المبكرة كانت لدیها تصميمات IRST منحنية تم تحسينها لاحقًا. تشمل مجموعة الدفاع الذاتي على متن الطائرة أنظمة لخفض تأثير الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء وتنفيذ التشويش الإلكتروني، مما يسمح للسو-57E بالعمل بفاعلية في البيئات المتنازع عليها.
محرك الطائرة
فيما يتعلق بالدفع، تستخدم السو-57E محركين من طراز AL-41F1، كل منهما يوفر قوة دفع قدرها 14,500 kgf، مما يمكنها من الوصول إلى سرعة قصوى من نوع ماخ 2 على ارتفاع عالٍ وسرعة منخفضة قدرها 1,350 كم/ساعة أو ماخ 1.09. توفر هذه المحركات القدرة على الطيران فائق السرعة، مما يسمح للطائرة بالحفاظ على سرعات تفوق الصوت دون الحاجة إلى استخدام محركات الاحتراق، وهو سمة مميزة لمقاتلات الجيل الخامس.
بينما تنتقل النسخة المحلية من السو-57 إلى محركات Izdeliye 30 أو AL-51F المُحسّنة، تحتفظ النسخة التصديرية بمحرك AL-41F1 لتحقيق التوازن بين الأداء والتكلفة بالنسبة للمشترين الدوليين. ويبلغ الوزن الأقصى للإقلاع للطائرة 34,000 كجم، وسقف الخدمة 18,800 متر، ونطاق قتالي يزيد عن 2,000 كم، يمكن تمديده إلى 7,800 كم من خلال إعادة تعبئة الوقود أثناء الطيران.
الأسلحة التي تحملها
تتميز السو-57E بترسانة واسعة ومتنوعة، حيث تضم 12 نقطة تعليق، بما في ذلك ستة خزانات داخلية ضمن الجسم للحفاظ على هويتها التخيلية، واثنين من خزانات أصغر قريبة من محركات الطائرة. يمكن أن تحمل مجموعة واسعة من الذخائر، مثل صواريخ R-77M الموجهة بالأشعة الرادارية للقتال الجوي بعيد المدى وصواريخ R-74M2 الموجهة بالأشعة تحت الحمراء للاشتباكات القريبة، بالإضافة إلى صواريخ R-37 لأهداف جوية بعيدة المدى.
خلال المهمات ضد الأهداف الأرضية، مزودة بصواريخ Kh-38M التكتيكية وصواريخ Kh-59MK2 الصاروخية المخفية، والصواريخ الحديثة X-69 التي يمكن أن تصل مداها إلى 290 كيلومتر وتزن رأسها الحربي 300-310 كجم، مصممة خصيصًا لإطلاقها عبر الخزانات الداخلية. تشمل القدرات ضد السفن الصاروخ Kh-35U وKh-31، بينما تستهدف صواريخ Kh-58UShK الأماكن الرادارية للخصم.
تصميم الطائرة
تدعم الطائرة صواريخ KAB-250 وKAB-500 القنابل الموجهة والذخائر العنقودية المتخصصة مثل قنبلة Drill التي تزن 500 كجم ولها توجيه ذاتي. يشدد تصميم السو-57E على التخفي والمناورة، مما يجعلها مناسبة لاختراق الفضاء الجوي المحمي. تبرز تكوين الطائرة ومواد امتصاص الرادار في تقليل توقيعها الحراري والبصري، مما يجعلها ملاءمة لاختراق أجواء دفاعية.
متطلبات تصميم الطائرة تمتاز بنظام عرض متقدم يوفر للطيار وعيًا كاملاً بالوضع وسهولة التفاعل مع أنظمة الملاحة والأسلحة. يعزز قدرة الطائرة على تنفيذ مناورات معقدة مثل “Cobra”، وهي سمة مميزة لتصميمات سوخوي، وقدرتها على الإقلاع والهبوط القصير تزيد من مرونة عملياتها.