أثار عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين ذوى البشرة البيضاء من مواطني جنوب أفريقيا كلاجئين اهتمامًا واسعًا، إذ لم يحظ بقبول متوقع حتى داخل الجماعات اليمينية المدافعة عن حقوق البيض. جاء هذا العرض كخطوة مثيرة للجدل في ظل التوترات الحالية المتعلقة بحقوق الأرض والتمييز العنصري.
أمر تنفيذي لتخفيض المساعدات
وقع ترمب يوم الجمعة الماضي أمراً تنفيذياً يقضي بخفض المساعدات الأمريكية المقدمة لجنوب أفريقيا، وذلك رداً على قانون نزع الملكية الذي أقره الرئيس سيريل رامافوزا، والذي يهدف إلى تصحيح اللامساواة التاريخية في ملكية الأراضي الناتجة عن نظام الفصل العنصري في البلاد.
إعادة توطين معني بالفئات الهامشية
وفقًا لوكالة “رويترز”، ينص القرار الأمريكي على إعادة توطين “الأفريكانيين” في الولايات المتحدة كلاجئين، معتبرًا إياهم ضحايا للتمييز العنصري في وطنهم. يُستخدم مصطلح “الأفريكانيين” للإشارة إلى ذوي البشرة البيضاء الذين هاجروا قديمًا إلى جنوب أفريقيا من هولندا وفرنسا، والذين يمتلكون حصة كبيرة من الأراضي الزراعية.
في تعليق له، قال مواطن متقاعد يبلغ من العمر 78 عامًا من منطقة قريبة من كيب تاون، “إذا لم يكن أحد يعاني من مشاكل هنا، فلماذا يرغب في مغادرة البلاد؟” مضيفًا أن الحياة تسير بشكل طبيعي وأن التأثيرات السياسية ليست بحجم ما يُشاع.
جهود للتصحيح العرقي
يسعى قانون نزع الملكية الجديد إلى معالجة الفروقات العرقية في ملكية الأراضي، حيث يمتلك البيض 75% من الأراضي الخاصة في البلاد. وقد دافع رامافوزا عن هذا النهج، مؤكدًا أنه يجسد خطوة ضرورية نحو العدالة الاجتماعية.
تشير الإحصائيات إلى أن البيض يشكلون 7.2% من سكان جنوب أفريقيا، البالغ عددهم 63 مليون نسمة، لكن البيانات لا تحدد بشكل دقيق عدد “الأفريكانيين” بينهم.
معارضة من الأحزاب والجماعات
علق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بزعامة رامافوزا، على عرض ترمب، مشيرًا إلى أنه يُضخم المعلومات المُضللة التي تروج لها منظمة “أفري فورام” التي تمثل مصالح الأفريكانيين. في إطار ذلك، أفادت المنظمة بأنها لن تقبل العرض، مؤكدة أن الهجرة لا تعكس سوى أزمة هوية ثقافية.
كما عبرت حركة “تضامن”، التي تضم كل من “أفري فورام” ونقابة “تضامن” العمالية، عن التزامها بالبقاء في جنوب أفريقيا، مشددة على أنها تمثل مصالح نحو 600 ألف عائلة أفريكانية. وقد اعتبرت أن إعادة توطين الأفريكانيين كلاجئين لا يعد حلاً مناسبًا.
رفض الزعماء المحليين
في ردود فعل متفرقة، أدانت قيادات من منطقة أورانيا، حيث يسكن “الأفريكانيون” فقط، عرض ترامب وقالوا: “الأفريكانيون لا يرغبون في أن يكونوا لاجئين. نحن نحب وطننا وملتزمون بالعيش هنا”.