السبت 26 أبريل 2025
spot_img

رسوم ترامب الجمركية تقلص الوظائف رغم وعود الحماية

أظهر تحليل حديث أجرته مؤسسة “غولدمان ساكس” أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تؤدي إلى تقليص فرص العمل في الولايات المتحدة، على الرغم من أنها كانت تهدف في البداية إلى إعادة الوظائف إلى الداخل.

أهداف الرسوم الجمركية

يكتسب هذا التحليل أهمية خاصة نظرًا لأن الهدف المعلن من فرض هذه الرسوم كان دعم سوق العمل المحلي. لكن المعطيات الاقتصادية والأدلة الميدانية تشير إلى نتائج مخالفة وأقل تفاؤلاً.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات أظهرت أن الرسوم الجمركية المستهدفة قد تسهم في تعزيز التوظيف في قطاعات محددة، فإن الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب تفتقر إلى هذه الخاصية. فهي تعد رسومًا شاملة بنسبة 10% على واردات جميع الدول، بالإضافة إلى رسوم تتجاوز 100% على الواردات من الصين.

تأثير الرسوم على سوق العمل

وفقًا للتقرير، فإن زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10 نقاط مئوية قد تؤثر سلبًا على سوق العمل بشكل عام، رغم أنها قد تضيف حوالي 100 ألف وظيفة في قطاع التصنيع. ومع ذلك، سيكون التأثير العام في الاتجاه المعاكس، مع فقدان نحو 500 ألف وظيفة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية، دون تحديد فترة زمنية لهذا التقدير.

استندت “غولدمان ساكس” في تحليلها إلى حوالي 12 دراسة أكاديمية تناولت تأثير الرسوم الجمركية على الصناعات المحمية. بالإضافة إلى ذلك، شمل هذا التحليل تأثير الرسوم على الشركات التي تعتمد على الأجزاء أو المواد الخام المستوردة لتصنيع منتجاتها.

احتمالية الركود وتأثيراته

وأشار التقرير إلى أن هذه التقديرات لا تأخذ بعين الاعتبار احتمالية وقوع ركود اقتصادي، وهو عامل قد يؤثر بشكل كبير على معدلات التوظيف. ويؤكد معدو التقرير أن دقة مثل هذه التحليلات تظل صعبة، خاصة في ظل الطبيعة غير المسبوقة للرسوم الجمركية المفروضة من قبل إدارة ترامب.

بينما يسلط التقرير الضوء على ثلاث طرق يمكن من خلالها أن تساهم الرسوم الجمركية في تعزيز التصنيع المحلي، تشمل حماية “الصناعات الناشئة” التي تحتاج إلى الوقت للنمو بعيدًا عن المنافسة الخارجية.

طرق تعزيز التصنيع

  • أولاً: حماية “الصناعات الناشئة” التي تحتاج إلى وقت للتطور بعيدًا عن المنافسة الخارجية. ويعتبر ما قامت به إدارة بايدن من فرض رسوم على السيارات الكهربائية مثالًا على ذلك.

  • ثانيًا: يتعلق الأمر بالسلع ذات “مرونة الطلب”، حيث يمكن توجيه المستهلكين نحو المنتجات المحلية من خلال رفع أسعار الواردات. على سبيل المثال، ساعدت الرسوم على الشاحنات الخفيفة المستوردة منذ عام 1964 في دعم قطاع السيارات الأميركي.

  • ثالثًا: فرض رسوم على المنتجات النهائية بدلاً من مكوناتها. واستشهد التقرير بشركة “هارلي-ديفيدسون” خلال عهد الرئيس رونالد ريغان، التي استفادت من رسوم بلغت 45% استمرت خمس سنوات، مما زاد من حصتها في السوق أمام المنافسة اليابانية.

التأثير العام للرسوم

مع ذلك، فإن الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب تتجاوز هذه الأمثلة من حيث النطاق والتأثير، على الرغم من ظهور بعض الاستثناءات والتعليق المؤقت للرسوم تدريجيًا.

بناءً على ما سبق، يؤكد التقرير أن الرسوم الجمركية الشاملة لا تسهم في زيادة فرص العمل بشكل كبير، بل تميل في النهاية إلى تقليل عدد الوظائف المتاحة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك