نفى رئيس جزر القمر، غزالي عثماني، الذي اعتلى السلطة عبر انقلاب في عام 1999، شائعات حول تسليم الحكم لابنه، نور الفتح. جاء هذا النفي أثناء خطاب له أمام أنصاره في جزيرة موهيلي، حيث أكد أنه لن يُخلفه “طفل” في منصبه.
تصريحات مثيرة للجدل
خلال كلمته التي ألقاها في 23 يناير، استخدم عثماني عبارة “سأخذ طفلاً لأضعه مكاني” تُرك لها مجال للتفسير من قبل معارضيه، مما يعكس قلقهم من احتمال نقل السلطة إلى ابنه. وللإشارة، فإن كلمة “طفل” في اللغة القمرية تعني “طفلاً” أو “ابناً” أو “ابنة”.
في بيان رسمي صدر في 24 يناير، أكدت الحكومة أن تعليقات الرئيس لا تتعلق بنور الفتح، الذي يشغل منصب الأمين العام للحكومة، بل كان يشير إلى جميع سكان جزر القمر. وجاء فيه أن “الرئيس غزالي لم يتحدث في أي وقت عن احتمال أن يخلفه نجله”.
البيان الحكومي
أوضح البيان أن الرئيس نأى بنفسه عن مفهوم “الخلافة العائلية”، مشيراً إلى أن خليفته ينبغي أن يأتي من جزيرة أنجوان، إحدى الجزر الرئيسة الثلاث. ووفقاً لدستور جزر القمر، يجب أن تتناوب الجزر على الرئاسة كل عشر سنوات. وبالتالي، فإن نور الفتح لن يكون مؤهلاً لخلافة والده في عام 2029 ما لم يتم تعديل الدستور.
على الرغم من مشاكل النتائج الانتخابية السابقة، تمكن عثماني من الفوز في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2022، على الرغم من اعتراض المعارضة التي أشارت إلى وجود مخالفات. كما عُين ابنه مسؤولاً عن تنسيق شؤون الحكومة ومنح سلطات قوية داخل مجلس الوزراء. وقد حقق حزب عثماني انتصارات نالت حصة الأسد في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً، بينما قاطعت بعض أحزاب المعارضة اقتراعها، معتبرةً النتائج مزورة.
خلفية تاريخية
يُذكر أن جزر القمر، وهي أرخبيل يتكوّن من ثلاث جزر في المحيط الهندي قبالة سواحل شرق إفريقيا، تضم نحو 800 ألف نسمة، وقد شهدت البلاد نحو عشرين انقلاباً أو محاولة انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1975.