الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

دراسة اتفاقية أمنية جديدة بين العراق وأميركا

يعمل العراق حاليًا على صياغة اتفاقية أمنية جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في أعقاب إعلان انتهاء مهمة “التحالف الدولي” لمكافحة تنظيم “داعش”.

وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن العراق “نجح” في إنهاء مهمة التحالف الدولي من خلال الحوار، مشيرًا إلى أن العلاقة مع واشنطن انتقلت إلى “مرحلة ثنائية جديدة”.

اتفاقية جديدة

أفاد وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، في تصريحات له عبر قناة “العربية” بأن “اتفاقية أمنية جديدة” بين العراق والولايات المتحدة قيد الدراسة، مؤكداً أنها ستعزز الشراكة الأمنية المستدامة والتعاون الاستخباري.

تفسر تلك التصريحات من قبل المراقبين على أنها تشير إلى “عودة محتملة لاتفاقية الإطار الاستراتيجي” الموقعة بين بغداد وواشنطن عام 2008.

ويستهدف الأميركيون، من خلال هذه الاتفاقية، تعزيز سيادة العراق ودعمه للوقوف على قدميه مع ضمان حماية المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

جدل حول الاتفاقية القديمة

بموجب الاتفاقية القديمة، حصلت واشنطن على غطاء قانوني لوجودها في العراق، مع تحديد الأحكام والمتطلبات لنشاطها وآليات انسحابها. هذه الاتفاقية، التي أبرمت في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، واجهت معارضة شديدة من بعض الأحزاب الشيعية، التي اعتبرت أنها تعزز “انتهاك السيادة العراقية”.

وفي أكتوبر 2022، حددت واشنطن “اتفاقية الإطار الاستراتيجي” كأساس للتعامل مع الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب وتعزيز المؤسسات الأمنية الحكومية، وفقًا للسفيرة ألينا رومانوسكي.

وفي زيارته للولايات المتحدة في أبريل 2023، ناقش السوداني استمرار العمل بالاتفاقية السابقة.

تحديات أمنية ومخاوف

تأثرت الفصائل المسلحة في العراق بالتوترات الإقليمية، خاصة بعد عملية “طوفان الأقصى”، التي أسفرت عن هجمات عنيفة على القواعد الأميركية في العراق، مما يزيد من تعقيدات الوضع الأمني.

فيما يتعلق بالوضع على الحدود مع سوريا، أكد وزير الدفاع أن تكثيف الوجود الأمني هو “ضرورة مستدامة” في ظل الفوضى الأمنية الحالية في سوريا، مشيراً إلى أن العراق لن يسحب قواته هناك حتى تتحقق تعزيزات أمن مشترك كافية.

وأوضح العباسي أن العراق يفضل بقاء القوات الأمريكية في سوريا لدعم قواته في مواجهة عودة تنظيم “داعش”.

تحذيرات ومخاوف من العقوبات

في ظل استعراض إمكانية إبرام اتفاقية أمنية جديدة، تحدث مسؤول رفيع في البرلمان عن توقعات بفرض “عقوبات أميركية جديدة” على العراق. ونوه شاخوان عبد الله، نائب رئيس البرلمان العراقي، بأن واشنطن تعمل على إعداد عقوبات تتعلق بالدولار والنفط وعناصر الميليشيات الخارجة عن القانون.

عبد الله، الذي زار الولايات المتحدة مؤخرًا، أكد تلقيه ضمانات من الإدارة الأميركية بأن التحذيرات الموجهة للحكومة العراقية بشأن تهريب النفط والدولار لم يتم التعامل معها بالشكل اللازم.

أضاف أن استمرار نشاط الميليشيات دون ضوابط يعزز من توجيه العقوبات الأمريكية ضد العراق إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة حيال تلك التحديات الأمنية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك