اندلع خلاف فقهي بين علماء أهل السنة في العراق حول تحديد هلال شهر شوال، مما أدى إلى تباين الآراء بشأن أول أيام عيد الفطر المبارك. حيث أعلنت بعض الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، أن الأحد هو أول أيام العيد، بينما رأى آخرون أن الأحد سيكون متمماً لشهر رمضان، حيث يُحتمل أن يكون العيد يوم الاثنين.
خلاف تاريخي نادر
هذا الخلاف، الذي يعد نادرًا في العراق، لم يسبق له أن حدث منذ قرون، رغم الأنظمة السياسية التي تعاقبت عليه، من العثمانية إلى الملكية ثم الجمهورية. حيث اعتادت المرجعيات السنية، خصوصًا الحنفية والشافعية، توحيد مواقفها في تحديد شهر رمضان وأعياد الفطر والأضحى بناءً على ما يصدر عن المملكة العربية السعودية. بالمقابل، يعتمد الشيعة في العراق على ما يفيدهم به مراجعهم الدينية.
على مدار عقود، ظلت عملية تحديد الأعياد واحدة بين السنة والشيعة، حيث اعتاد الشيعة على تأخير عيد الفطر بيوم واحد نتيجة الاختلاف حول رؤية الهلال. غير أن الوضع هذا العام كان مختلفًا، إذ انتظر السُّنة البيانات الصادرة عن المرجعيات السنية الكبرى في العالم الإسلامي.
التقاليد العراقية
وفقًا للتقاليد الشعبية، يحتشد المصلون السُّنة في أول أيام العيد إلى محلات بيع “القيمر والكاهي”، كوجبة فطور شهيرة بعد شهر من الصيام. وطبقًا للعادة، يتأخر الشيعة يومًا واحدًا عن إعلان العيد، متذرعين بمواقف مراجعهم. وقد اعتادت الطرفة الشائعة بين الطرفين على أن السنة ينعمون بالكاهي والقيمر في أول يوم لتفقد الشيعة الورسل بعد ذلك.
واستنادًا لأحدث المعلومات، فقد قام الأكراد بالإعلان أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر عبر دائرة الأوقاف الخاصة بهم. بينما اختلف العرب السُّنة في بغداد والمناطق الأخرى بعد تراجع “ديوان الوقف السني” عن موقفه فيما يتعلق بكون الأحد متمما لرمضان، ما أدى إلى انقسام داخل المرجعيات السنية.
محاولات التوحيد
على الجانب الشيعي، لا يزال المصلون ينتظرون ما سيصدر عن مرجعية النجف، بينما أشار مرجع شيعي مقيم في إيران، كمال الحيدري، إلى أن الأحد هو عيد الفطر. هكذا، انقسم سنة العراق إلى ثلاثة أقسام: الأكراد الذين أعلنوا عيد الأحد، وبغداد التي تجاذبت فيها الآراء بين كون الأحد مكملاً لرمضان أو منتهياً، اعتمادًا على ما جاء عن المرجعيات الإسلامية.
وفي ذات السياق، حاول عدد من المراجع الدينية السنية والجهات السياسية توحيد الموقف، لكن المحاولات باءت بالفشل، مما أثر بشكل كبير على أداء صلوات العيد في المساجد.
تطورات ملحوظة
المفارقة في هذا الخلاف السني – السني المثير للاهتمام، تتمثل في الصراعات الحادة التي نشأت بين النواب السُّنة و”ديوان الوقف السني”، حيث ظهرت خلافات عميقة حول كيفية أداء الصلاة في المساجد. وبسبب تلك الخلافات، اتخذ ديوان الوقف قرارًا بإغلاق المساجد في بغداد ومدن سنية أخرى، مما دفع عشرات آلاف المصلين لأداء صلاة العيد في الشوارع وأمام المساجد، بل وكذلك في المقبرة الملكية بمدينة الأعظمية في بغداد.