كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عن خطة إدارة الرئيس دونالد ترمب لإعادة هيكلة وزارة الخارجية، والتي تتضمن تقليص القوة العاملة بنسبة تتراوح بين 15% و18%. تهدف هذه الخطة إلى إحداث تغييرات جذرية تتماشى مع مبدأ “أمريكا أولاً”، في وقت يطالب فيه الواقع الدولي بتوجهات جديدة مختلفة عن النظام العالمي الذي ساد منذ منتصف القرن العشرين.
توجهات جديدة
في تصريحاته الأولى منذ إعلان الخطة، لم يقدم كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بديلاً للنظام العالمي الذي ساد منذ حقبة الحرب الباردة. لكن روبيو ناقش الأهداف الرئيسية لإعادة هيكلة الوزارة، مثل كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الأزمات المتعددة، بما في ذلك عمليات الترحيل المثيرة للجدل، النزاع في أوكرانيا، وملف الاتفاق النووي مع إيران. وأكد أن الخطة تهدف إلى “تقليص التضخم والتكرار”، في ظل سعي الولايات المتحدة لمواجهة تحديات دولية خطيرة.
أبرز التغييرات في خطة روبيو تتضمن إلغاء مكتب وكيل الوزارة لشؤون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي يُعتبر “معقلاً للنشاط الليبرالي”. كما ستشهد الخطة دمج مكاتب الديمقراطية وحقوق الإنسان واللاجئين، لينتج عن ذلك تقليص عدد مكاتب الوزارة من 734 إلى 602، مما يعكس التخفيض بنسبة 18%. كما سيجري تقليص عدد الموظفين المقيمين في الولايات المتحدة بنسبة 15%، مع إلغاء حوالي 700 وظيفة.
تحول استراتيجي
أشار روبيو إلى أن هذه الخطة ليست مجرد محاولة لخفض التكاليف، مضيفاً أنها “تمرين سياسي” يهدف إلى تحقيق توازن بين الاعتبارات السياسية والجيوسياسية. وأكد على ضرورة دمج مكاتب تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية ضمن السفارات بدلاً من الاحتفاظ بمكاتب منفصلة، وذلك لتبسيط الهيكل التنظيمي للوزارة.
وفي تعليق له حول الوضع منذ بداية القرن الحادي والعشرين، اعتبر روبيو أن الولايات المتحدة لم تعد تعيش في عالم أحادي القطب، بل تواجه خصومًا مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران. وأكد على ضرورة أن توازن الولايات المتحدة بين استخدام قوتها الوطنية ومدى اهتمامها بالأزمات الإنسانية، مشددًا على ضرورة تعديل السياسات الخارجية لتتماشى مع المصالح الوطنية في عالم متعدد الأقطاب.
البرنامج النووي الإيراني
سلط روبيو الضوء على التحديات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن الاتفاق الذي تم في عهد الرئيس باراك أوباما عام 2015 كان “سيئاً بكل معنى الكلمة”. وأوضح كيف منح الاتفاق إيران تخفيفاً فوريًا للعقوبات في مقابل القدرة على تخصيب اليورانيوم بشكل يمكن استخدامه عسكريًا. كما أكد أن الولايات المتحدة تنظر الآن في الفترة التي تنتهي فيها متطلبات ذلك الاتفاق.
وفيما يخص حلول النزاع، أكد روبيو أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب، مذكرًا بتعهد ترمب بعدم الانخراط في حروب جديدة، بينما يفضل الوصول إلى حل سلمي مع إيران. وأشار إلى استعداد الإيرانيين للحوار، مشددًا على أهمية إتاحة الفرصة للسلام في هذا السياق.
عدم الرغبة في التهديد
شدد روبيو على أن الولايات المتحدة لا تزال تملك خيارات عسكرية، لكنه أكد أنهم لا يرغبون في الوصول إلى هذا الخيار، بل يسعون لإنهاء النزاعات بطريقة سلمية. كما أثار أهمية إنهاء الحرب في أوكرانيا، إن أمكن، لتفادي التصعيد في الأوضاع الأمنية العالمية.