السبت 17 مايو 2025
spot_img

خالدة جرار: ظروف الأسرى أشد قسوة منذ 1967

بدت خالدة جرار، القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، متعبة عند خروجها من حافلة نقل المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية فجر يوم الاثنين، حيث غطى الشيب شعرها المرفوع وظهرت عليها علامات الإجهاد.

في تصريحها لوكالة الصحافة الفرنسية، ناقشت جرار سوء معاملة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهو ما نفته إدارة السجون.

إخلاء عدد من المعتقلين

جرار هي واحدة من مئات المعتقلين الفلسطينيين، بينهم عدد من النساء والأطفال، الذين أُطلق سراحهم في إطار اتفاق الهدنة بين حركة “حماس” وإسرائيل الذي بدأ العمل به يوم الأحد.

وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية، احتشد المتظاهرون حولها محتفين بعودتها، بينما بدت هي ضعيفة ومنهكة.

في اليوم التالي، عبرت جرار عن شعورها بالوحدة، قائلة: “كانت هذه المرة الأولى التي أتمكن فيها من التحدث مع أشخاص آخرين بعد أن قضيت ستة أشهر في عزلة داخل زنزانتي.”

قصة كفاح مستمرة

جرار، البالغة من العمر 61 عامًا، تتولى عضوية المكتب السياسي للجبهة الشعبية وترأس “مؤسسة الضمير” الحقوقية، وهي ناشطة سياسية ونسوية بارزة.

تم اعتقالها عدة مرات إداريًا، كان آخرها في ديسمبر 2023. وقد قضت 20 شهرًا تحت الاعتقال الإداري بين عامي 2018 و2019، وذلك بتهمة “تهديد أمن الدولة”.

تستند إسرائيل في اعتقالها الإداري إلى نظام معروف يعود للعهد البريطاني، حيث يتم اعتقال الأفراد دون توجيه تهمة واضحة لهم، وتصنف ملفاتهم على أنها “سرية” لفترات تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى سنوات.

شهادات من داخل السجون

أشارت جرار إلى الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى، مؤكدة أن قسوة الأوضاع منذ عام 1967 لم تتكرر من قبل، كما تحدثت عن الاعتداءات المستمرة، بما في ذلك استخدام الغاز بشكل متكرر ووجود طعام قليل الجودة.

وذكرت جرار أنها قضت ستة أشهر في العزلة، مشيرة إلى أن آثار ذلك كانت واضحة في حالتها عند خروجها من الحافلة.

كما أكدت أن الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية “يعاملون وكأنهم ليسوا بشراً” وأن قضية الأسرى هي قضية وطنية تتطلب التصدي لها بشكل شامل.

اتفاق الهدنة والتبادل

في سياق متصل، بدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” يوم الأحد بعد أكثر من 15 شهرًا من النزاع. ويتضمن الاتفاق تبادل المعتقلين والرهائن، حيث أُفرج عن ثلاث إسرائيليات وعن ما يقارب تسعين فلسطينيًا.

كانت جرار تستقبل المهنئين إلى جانب عبلة سعدات، زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، المعتقل منذ عام 2006، والذي صدرت بحقه حكماً بالسجن 30 عامًا.

عبلة سعدات، التي أُفرج عنها ضمن صفقة التبادل، أكدت أنها تلقت قرارًا بتجديد اعتقالها الإداري قبل إطلاق سراحها.

تحديات حقوق الإنسان

عبّرت سعدات عن أملها في الحرية لكل المعتقلين، قائلة إن الحرية هي “أغلى ما يملكه الإنسان”. وأشارت إلى تدهور ظروف السجون، التي كانت تُعتبر مراكز تعليمية لكنها تحولت إلى مقابر تحاصر الأسرى.

منذ الهجوم المفاجئ لحركة “حماس” على إسرائيل في أكتوبر 2023، تشير منظمات حقوق الإنسان إلى تدهور أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، مع تقارير عن سوء المعاملة والتعذيب.

في هذا السياق، أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ في السجون لتفادي الهجمات المحتملة.

رد السلطات الإسرائيلية

إدارة سجون كيان الاحتلال الإسرائيلي تهرب مما قالته “جرار وسعدات” نافيا عن سوء المعاملة، وأكدت في بيان أنها غير مطلعة على تلك الادعاءات، مضيفة أن أي شكوى من المعتقلين ستُدرس بعناية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك