الأحد 22 يونيو 2025
spot_img

حملة حوثية واسعة لملاحقة مستخدمي “ستارلينك” في صنعاء

شنت الجماعة الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء حملة موسعة تستهدف ملاحقة مالكي أجهزة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي. تأتي هذه الحملة في إطار مخاوف الجماعة من الأمن السيبراني وخسارة الموارد المالية لقطاع الاتصالات الذي تعتمد عليه منذ الانقلاب، لتمويل أنشطتها الحربية ودعم جهود التجسس على السكان.

تنفيذ حملات دهم

أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين، مثل الأمن الوقائي والأمن والمخابرات، نفذت عمليات دهم شملت منازل ومحلات الإنترنت في عدة مناطق، منها السبعين وصنعاء القديمة ومعين وآزال والتحرير، بغرض البحث عن ما تصفها الجماعة بـ “أجهزة إنترنت محظورة”.

وأسفرت هذه الحملة، حسب المصادر، عن اعتقال نحو 54 شخصًا من مالكي الشبكات والسكان، بالإضافة إلى مصادرة العشرات من هذه الأجهزة، بدعوى استخدام الإنترنت الفضائي “ستارلينك”.

تحريض ضد الإنترنت الفضائي

استبقت الجماعة الحوثية الحملة بإطلاق حملة تحريضية واسعة ضد خدمات الإنترنت الفضائي، حيث أجبرت التعليم العالي وطلبة كلية الحاسوب في جامعة صنعاء على تنظيم ندوة فكرية بعنوان “خطر شركة الاتصالات والإنترنت – ستارلينك”.

يتزامن هذا التصعيد مع تزايد شكاوى السكان في صنعاء وغيرها من المدن على تردي خدمات الإنترنت والاتصالات، حيث يعاني الكثيرون من بطء غير مسبوق في هذه الخدمات.

زيادة استخدام ستارلينك

في المقابل، يلاحظ انتشار أجهزة “ستارلينك” بصورة ملحوظة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، حيث يلجأ العديد من السكان إليها كحل بديل للتغلب على عمليات المراقبة والتجسس الحوثية المفروضة على مستخدمي الإنترنت المحلي.

وأشار مختصون في قطاع الاتصالات إلى أن الدوافع وراء الحملة الحوثية هي الخوف من اختراق أمني وفقدان الأموال التي تجنيها الجماعة من قطاع الاتصالات، خاصة بعد تفشي استخدام الخدمة الجديدة ذات الجودة العالية بين السكان.

التهديدات والعقوبات

وفي حديثه لـ “الشرق الأوسط”، أوضح “رمزي”، وهو اسم مستعار لمالك محل إنترنت في صنعاء، أن محله تعرض للدهم وتهديده بالعقوبة المالية التي تصل إلى 100 ألف ريال يمني (حوالي 200 دولار)، بعد اتهامه بالترويج لأجهزة “ستارلينك”.

وطالب “رمزي” المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف تعسفات الجماعة الحوثية ضد مالكي الشبكات، معتبرًا أن هذه الحرب تستهدف مصادر دخلهم. وكان قد تم الترخيص لاستخدام الإنترنت الفضائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية لتحسين الخدمات.

الحملات السابقة

دعت الجماعة الحوثية، في أبريل الماضي، السكان في مناطق سيطرتها لتسليم جميع معدات “ستارلينك” مُحددة موعدًا نهائيًا لذلك، معلنةً أنها ستتخذ تدابير لمنع وصول هذه الخدمة.

كما سبق للجماعة أن شنت حملات مشابهة لملاحقة أكثر من 50 ألف شبكة إنترنت محلية، بهدف الابتزاز المالي والإجبار على الترويج لأفكارها. وتعتبر هذه الإجراءات خطوة ضمن استراتيجية الحوثيين لتعزيز سيطرتهم على المعلومات والموارد، في وقت تتزايد فيه شكاوى السكان بشأن خدمات الإنترنت.

اقرأ أيضا

اخترنا لك