الأربعاء 2 يوليو 2025
spot_img

«حماس» وإسرائيل تتوصلان لاتفاق تبادل جثث الأسرى

أثمرت جهود الوساطة عن تقليص الفجوات بين حركة “حماس” وإسرائيل، بعد أسبوع من الخلافات المستمرة، بسبب رفض الجانب الإسرائيلي الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني. واعتبرت إسرائيل أن تنظيم الحركة لعمليات التسليم يعد استفزازًا وإهانة لرهائنها، مما حال دون استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

الاتفاق المعوّل عليه

ونجح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق يتضمن تسليم “حماس” أربع جثث متبقية من أصل ثمانٍ تمت الموافقة على تسليمها، ضمن 33 محتجزًا إجمالاً.

وتم الاتفاق على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت الماضي بوصفهم دفعة أخيرة، بالإضافة إلى من تم اعتقالهم من الأطفال والنساء بعد أحداث السابع من أكتوبر الجاري، بحيث يتزامن الإفراج عنهم مع تسليم باقي جثامين الأسرى الإسرائيليين وفق الاتفاق.

أبعاد عملية التسليم

كان من المقرر أن يتضمن الاتفاق الأساسي تسليم نصف عدد الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال الذين هم دون الثامنة عشر يوم الخميس، بعد استلام جثث أول أربعة محتجزين إسرائيليين. إلا أن إسرائيل أخّرت العملية إلى حين الإفراج عن الرهائن الستة الأحياء في يوم السبت؛ ورغم تسليمهم، لم يتم الإفراج عن أي فلسطيني.

توضيحًا لموقف “حماس”، أفادت مصادر خاصة للشرق الأوسط أن تسليم الجثث قد يتم إلى مصر أولاً، وليس إلى “الصليب الأحمر”، مشيرة إلى أن ذلك يعد تنظيمًا فنيًا وليست خطوة أساسية. كما لفتت المصادر إلى أن “حماس” لم تعلن التزامًا واضحًا بعدم تنظيم مراسم خلال عملية التسليم.

المفاوضات والفصائل

في سياق متصل، تم التباحث في القاهرة، برئاسة خليل الحية من “حماس”، حول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، موجةً ضرورة الالتزام بجميع مراحله وبنوده بدقة. وعبرت الفصائل عن رفضها تسليم ما لديها من جثث حتى تلتزم إسرائيل بالإفراج عن الأسرى المتفق عليهم حسب نص الاتفاق.

ذكرت المصادر أن مصر قدمت ضمانات لوفد “حماس” تؤكد التزام الجانب الإسرائيلي بتنفيذ البنود، وتم الاتفاق على أن تحدث العملية بشكل متزامن. وطرحت “حماس” تسليم جثتين قبل يوم الخميس، مقابل التزام إسرائيل بالإفراج عن 602 أسير، إلا أن إسرائيل أصرت على تسليم الجثث الأربع دون أي مراسم فلسطينية.

مواقف متباينة

في توضيحات شهرتها قناة “13”، أفاد مسؤول إسرائيلي بأن الحكومة لن تفرج عن الأسرى الفلسطينيين حتى التأكد من هويات الجثث التي ستستلمها، مما يعني تخلّفها عن الاتفاق المعلن. هذا التنصل قد يتكرر في مجموعة من البنود الأخرى المتعلقة بالمساعدة الإنسانية.

في إطار المناقشات، أكدت “حماس” في القاهرة على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق بالكامل بعد تسليم الجثث، وهو ما أكد عليه المسؤولون المصريون، الذين اطلعوا على تأكيدات من الجانب الإسرائيلي بهذا الخصوص.

آمال في تحسين الأوضاع

يأمل سكان قطاع غزة أن تتم عملية التسليم المقررة دون عوائق، مما قد يمهد الطريق لمفاوضات المرحلة الثانية التي أكدت حركة “حماس” جاهزيتها للانخراط فيها. في المقابل، تنوي إسرائيل إرسال وفد إلى القاهرة لمناقشة انطلاق هذه المفاوضات أو للعمل على تمديد المرحلة الأولى.

وفي سياق متصل، كان من المفترض أن يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة هذا الأسبوع، إلا أن زيارته تأجلت بسبب تطورات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، والتي تتم بوساطة أميركية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك